ثقافة وفنون

الفنان  » مسعود بليلة » يدعو إلى تبني إستراتيجية لتطوير الفن التشكيلي في جنوبنا الكبير

إعداد: دليلة قدور

هو فنان تشكيلي و نحات جزائري، متعدد الهوايات يعشق الرسم حد النخاغ، بداياته مع عالم الريشة كانت منذ أن تفتحت عيناه على سحر الألوان و تفكيك الخط، عيشه في البيئة الصحراوية و تحديدا بمنطقة أولف ولاية أدرار جعله أكثر انفتاحا على الجمال و التخيل، فذاكرته لازالت تحتفظ بتفاصيل بداياته التي يقدسها، إذ كلما هبت الرياح و تناثرت الرمال في البيت، كان يفرح بطلب والدته المرحومة من إكمال كنس البيت بالكناسة اليدوية المصنوعة من سعف النخيل و الجذوع البالية، في فرحة لا توصف، فيحول المكنسة إلى ريشة و يبدأ بتحريكها في كافة الاتجاهات على أرضية الغرفة المرملة، دون ملاحظة أي أحد من الأهل وفي لحظات الاستمتاع بهذا الفعل يشكل أشكالا مختلفة من الخطوط متوازية تارة و متموجة تارة أخرى، وكأنه كان يدرك أن الخط هو من بين العناصر المهمة للفن، أين يبدأ كل شيء بنقطة بسيطة في الفضاء و تتحول إلى خطوط ثم إلى رسومات.

مرت الأعوام، و تابع « مسعود » تمدرسه بمدينة تلمسان و تلقى تشجيعا من قبل بعض أساتذة مرحلتي المتوسط و الثانوي حيث كانت مادة التربية الفنية هي من أمتع الحصص لديه، يركز فيها على كل صغيرة  يقدمها أستاذ المادة، ليتعرف بعدها على النوادي الثقافية و يلتحق بمدرسة الفنون الجميلة في عام 2004 تخصص الرسم الزيتي و التي تخرج منها بتفوق و الأول في دفعته، شارك في العديد من الأعمال الفنية منها المعارض التشكيلية التي كانت مع عمالقة الفن التشكيلي في الجزائر، فضلا عن وضع بصمته الفريدة في جداريات بعض مدارس الصم و البكم  و الفضاء العمومي كان هدفه ترقية الذوق الفني العام و تغيير وجه مدينته، بحيث تتنوع مضامينها بين الطبيعة و الرموز التاريخية التراثية كتلك التي أنجزها تزامنا وذكرى ثورتنا المجيدة في الفاتح من نوفمبر و احتفالية يناير مثل منحوتة داسين و غيرها.

و لأن تطوير الفن في بلادنا يحتاج إلى اهتمام واسع من قبل الهيئة الوصية على قطاع الثقافة، دعا الفنان « مسعود بليلة » خلال حديثه ليومية « الأمة العربية » إلى ضرورة تبني المعنيين إستراتيجية مدروسة لتذليل الصعوبات التي يعانيها الفنان في ولايات الجنوب و مناطق الظل، ومنها غياب مدارس فنية في الجنوب الأمر الذي جعل الدارس يتكبد مشقة دون أثر رجعي، إضافة إلى غياب الدعم المادي للفنانين ما نجم عنه رفض بعض العائلات اتجاه أبنائها لدراسة الفن و تفضيل التخصصات العلمية التي تعود بعمل قار ومطلوب وهذا بقصد تحسين المستوى المعيشي، أيضا اقترح ضرورة تنصيب فروع في الجنوب للديوان الوطني لحقوق المؤلف و الحقوق المجاورة و تطوير آليات التعامل الإداري عن بعد، دون إغفاله لأهمية تنظيم أيام تكوينية بالجنوب في الفن التشكيلي، فضلا عن دعوته لتنمية النقد الفني المتخصص لتطوير الفن التشكيلي في الجزائر.

و يبقى القول، إن الفنان التشكيلي و النحات الجزائري « مسعود بليلة » واحد من فناني الجزائر الذين لهم مرجعية فنية تجمع التراث بالمعاصرة في قالب جمالي متعدد الدلالات، مازال يُمني النفس بالتغيير المنشود لإرساء فضاءات لونية متنوعة تقبل الاختلاف و التميز.

Leave a Reply