جاري التحميل الآن

تيارت : بعد 10 سنوات من التعثر.. هل يرى مشروع الأكوا بارك النور أخيرًا؟

تيارت : بعد 10 سنوات من التعثر.. هل يرى مشروع الأكوا بارك النور أخيرًا؟

في مدينة تيارت، حيث يترقب المواطنون مشاريع تعزز الفضاءات الترفيهية، لا يزال مشروع الحديقة المائية الذي طال انتظاره يراوح مكانه بعد سنوات من إطلاقه. رغم الوعود المتكررة، بقيت الإنجازات على الأرض محدودة، مما أثار تساؤلات عديدة حول مستقبل هذا الاستثمار الذي كان يفترض أن يضيف بعدًا سياحيًا واقتصاديًا للمنطقة.

في إطار جولته التفقدية لمشاريع التنمية المحلية، أعاد والي تيارت، السيد سعيد خليل، فتح ملف هذا المشروع المتوقف منذ سنوات، مستغربًا التأخر الحاصل رغم مرور نحو عشر سنوات على انطلاق الأشغال الأولى. وفي محاولة لفهم أسباب هذا التعثر، أمر المسؤول الأول عن الولاية بعقد اجتماع عاجل يضم المستثمر المعني وجميع المصالح ذات الصلة، من أجل تشخيص العوائق وإيجاد الحلول اللازمة لاستكمال المشروع.

من بين الأسباب التي تم طرحها في وقت سابق، صعوبات في استيراد المعدات الضرورية، وهو ما أدى إلى بطء الأشغال إلى درجة أن المشروع أصبح يندرج ضمن قائمة الاستثمارات غير المكتملة. وعلى الرغم من أن نسبة التقدم الحالية تقدر بنحو 40%، إلا أن المدة الزمنية الطويلة التي استغرقها التنفيذ، مقارنة بالحجم الفعلي للأعمال المنجزة، تطرح تساؤلات حول مدى قدرة الجهة القائمة على المشروع على تحقيقه في آجال معقولة.

يعد هذا المشروع من بين المبادرات الاستثمارية التي كان من المفترض أن تعزز قطاع الترفيه في تيارت، خاصة مع ندرة الفضاءات المخصصة للراحة والتسلية في المدينة. غير أن استمرار التأجيلات أثار مخاوف المواطنين الذين كانوا يمنّون النفس بمرفق ترفيهي بمواصفات حديثة يواكب تطلعاتهم. من جهة أخرى، تواجه السلطات المحلية ضغوطًا متزايدة من أجل اتخاذ إجراءات عملية لإعادة بعث المشروع وتجاوز العراقيل الإدارية والتقنية التي تحول دون إتمامه.

وفي سياق متصل، تعمل ولاية تيارت على إطلاق مشاريع أخرى تهدف إلى تحسين نوعية الحياة في المدينة، من بينها مشروع الحديقة الحضرية الذي تم الإعلان عنه مؤخرًا. يمتد هذا الفضاء الجديد على مساحة تقارب 8 هكتارات بحي “تفاح”، ويهدف إلى خلق متنفس طبيعي للعائلات، مع توفير مساحات مخصصة للرياضة، ومضامير للمشي والدراجات، فضلاً عن مرافق أخرى من شأنها أن تضفي على المدينة بعدًا بيئيًا يخفف من تمدد الكتل الإسمنتية على حساب المساحات الخضراء.

و إلى جانب حديقة “بوشارب ناصر” وحديقة “أراضي بومدين”، تتجه المدينة نحو دعم بنيتها الترفيهية بمشاريع جديدة، على غرار الفضاء العمومي المنتظر إنجازه في حي المستقبل، والذي سيشكل إضافة نوعية للمشهد الحضري. إلى جانب إمكانية إعادة تأهيل “حديقة التسلية” المعروفة بـ”المناج”، والتي كانت في السابق وجهة مفضلة للأطفال والعائلات.

في ظل هذه المعطيات، يظل مشروع الحديقة المائية بمثابة حلم مؤجل بالنسبة لسكان تيارت، الذين يأملون أن يتم تجاوز العقبات الإدارية والمالية والتقنية التي تعيق تجسيده. وبينما تتواصل الجهود لإطلاق مشاريع جديدة، يبقى التساؤل قائمًا حول مدى قدرة المسؤولين على تجسيد الوعود على أرض الواقع، بعيدًا عن دوامة التأجيلات التي أفقدت المواطنين الثقة في تنفيذ العديد من المشاريع الطموحة.

وهيب قورصو 

إرسال التعليق