إرث الأجداد يعود إلى الحياة… مركز الفروسية بتيارت ينبض مجددا
شهدت ولاية تيارت، المعروفة بتاريخها العريق في رياضة الفروسية، مبادرة رياضية هامة تهدف إلى إعادة بعث نشاط هذه الرياضة الأصيلة. فقد أطلقت جمعية فرسان أولاد الأمير عبد القادر، بالتعاون مع جمعية بهلوان الطفل ومديرية الشباب والرياضة، برنامجًا مكثفًا لإحياء مركز الفروسية المحلي، مما يعكس التزامهم بإعادة بريق هذا الإرث الثقافي إلى الواجهة. وصرّح أحد أعضاء الجمعية قائلاً “نحن لا نعيد فقط رياضة، بل نعيد إحياء جزء من هوية تيارت”.
جاءت هذه المبادرة كمحاولة جادة لاستعادة دور المركز كمنارة رياضية وتدريبية تحتضن الفرسان من مختلف الأعمار. حيث أكد أحد أعضاء جمعية فرسان أولاد الأمير عبد القادر “هدفنا ليس فقط التدريب على الفروسية، بل تنشئة أجيال تحمل في قلوبها حب التراث والعمل الجماعي”.
وتتميز هذه المبادرة بتعاون مشترك بين الجمعيات المحلية ومديرية الشباب والرياضة التي قدمت الدعم اللوجستي، ووفرت التسهيلات اللازمة. إضافة إلى ذلك، قدمت جمعية بهلوان الطفل عروضًا ترفيهية موجهة للعائلات، لجذب المزيد من الجمهور وتشجيع الأطفال على التعرف على هذه الرياضة التراثية.
وأشار رئيس جمعية بهلوان الطفل إلى أن المبادرة ليست مجرد فعالية رياضية، بل هي فرصة لتعزيز الروابط الاجتماعية عبر تنظيم أنشطة ثقافية وترفيهية موازية. وأضاف قائلاً “الفروسية ليست مجرد رياضة، بل درس في الصبر والانضباط والشجاعة”.
ورغم الحماس الذي رافق انطلاق هذه المبادرة، يواجه المشروع العديد من التحديات، أبرزها توفير الإمكانيات المالية اللازمة لصيانة المركز وشراء المعدات الحديثة. كما يمثل نقص المدربين المؤهلين تحديًا آخر، خاصة مع تزايد عدد الراغبين في تعلم فنون الفروسية. ومع ذلك، أعربت الجهات المنظمة عن تفاؤلها، مستندة إلى الدعم الذي وعدت به السلطات المحلية.
وفي هذا السياق، أكد ممثل عن مديرية الشباب والرياضة أن الوزارة تضع هذا المشروع ضمن أولوياتها، مشددًا على أهمية التعاون بين المجتمع المدني والهيئات المحلية. وأضاف “سنواصل تقديم الدعم اللازم؛ لأننا نؤمن بأن الفروسية جزء من هوية تيارت”.
لا يخفي أبناء تيارت فخرهم بتاريخ ولايتهم المرتبط بالفروسية، إذ طالما كانت تيارت موطنًا لفرسان كبار شاركوا في بطولات وطنية وعالمية. واليوم، يأملون أن تعيد هذه المبادرة إحياء ذلك المجد، خاصة مع البرامج التدريبية التي تشمل الأطفال والشباب، مما يمهد لبروز أبطال جدد يحملون راية الفروسية باسم تيارت.
ومع استمرار هذه الجهود، تأمل الجمعيات المنظمة أن يتحول مركز الفروسية إلى فضاء رياضي وثقافي وترفيهي يعكس أصالة ولاية تيارت، ويستقطب الزوار والمهتمين من مختلف أنحاء البلاد. ومن جهتهم، يؤكد منظمو المبادرة أن هذه ليست سوى البداية، ويطمحون إلى تنظيم مسابقات وطنية ودولية مستقبلا
تبقى هذه الخطوة دليلاً على أن الإرث الثقافي يمكن أن يُبعث مجددا بروح العمل الجماعي والإصرار، لتبقى تيارت، كما كانت دائمًا، أرض الفرسان والفروسية.
وهيب قورصو
إرسال التعليق