جاري التحميل الآن

إيمان محمد… الكلمة مرآة والقلم جناح : شاعرة تجمع بين النثر والشعر والفن البصري في رحلة واحدة

إيمان محمد… الكلمة مرآة والقلم جناح : شاعرة تجمع بين النثر والشعر والفن البصري في رحلة واحدة

في زمن تتسارع فيه الأحداث وتتبدل فيه الوجوه، يبقى الأدب ملاذًا آمنًا، والكلمة الصادقة جسرًا يصل بين الأرواح عبر المسافات. من أرض الكنانة مصر الشقيقة ، حيث يختلط عبق النيل بأصداء الحضارات، تطل علينا الكاتبة والشاعرة إيمان محمد، حاملة بين يديها دفاتر من الحبر والحنين، وصوتًا شعريًا ينساب كالماء في شرايين القلوب.

إيمان التي جعلت من الأدب وطنًا ثانيًا، ومن الحروف مرايا تعكس أعماق الروح، تمضي بخطى واثقة بين ضفاف الشعر والنثر، وتفتح أمام القارئ نوافذ على عوالم إنسانية نابضة. بين دفتي ديوان وقلبٍ مفتوح على الحياة، تكتب عن الحب والخذلان، عن الفقد والحنين، وعن الإنسان بكل ما فيه من ضعف وجمال.

في هذا الحوار، نرافقها في رحلة بين البدايات الأولى، ومرافئ الإلهام، وتجارب الإبداع التي جمعت بين الكلمة والصورة في لوحات فنية لأغلفة كتب، لتروي لنا كيف تتعانق الفكرة مع اللون، وكيف تصير الحروف بصرية كما هي شعورية.

الأمة العربية:

هل يمكن أن تعرّفي الجمهور الجزائري بنفسك؟

الشاعرةإيمان محمد :

أهلاً بكم، أنا إيمان محمد، كاتبة وشاعرة مصرية. درست في المعهد الفني الصناعي، لكن الأدب كان عالمي الموازي الذي وجدت فيه نفسي، فصرت أتنفس بالشعر وأكتب بالحبر ما تعجز الروح عن البوح به بالكلام. أكتب الشعر والنصوص الأدبية والقصص، وأسعى دائمًا لأن أقدّم نصوصًا تمسّ القلوب وتضيء العقول

ومن أصدارتي « ديوان أنين العيون .  وديوان الشوق معصيتي . وديوان مرسال الهوى . وديوان حروف الوجع . وديوان مشترك بعنوان عزف على أوتار الألم وديوان مشترك بعنوان فلسطين دولة حرة ثم توجهت لكتابة القصص 

وكتابة المجموعه القصصية . تحت صك العبودية ورواية بين عالمين » 

الأمة العربية:

 كيف كانت بداياتك مع الكتابة؟

الشاعرة ايمان محمد:

بدأت منذ الطفولة؛ كنت أجد في الكلمات ملاذًا لي حين تعجز اللغة اليومية عن احتواء مشاعري. كتبت أولى محاولاتي في دفتر صغير، وما زلت أحتفظ ببعضها كذكرى جميلة لبذور الحلم.

الأمة العربية: ما الذي ألهمك لتصبحين كاتبة؟

الشاعرة ايمان محمد:

الحياة ذاتها، بما تحمله من أفراح وأوجاع، كانت ملهمتي الكبرى. كما أنني وجدت في الكتابة طريقة للنجاة، ومساحة لأقول “أنا هنا” بصوت مختلف، صادق وعميق.

الأمة العربية:من هم الكتّاب أو الشخصيات التي أثرت في أسلوبك؟

الشاعرة ايمان محمد:

تأثرت بالشعراء العرب الكبار مثل نزار قباني ومحمود درويش، كما أحببت اللغة الرصينة عند طه حسين، وعمق الرؤية الإنسانية في أعمال غسان كنفاني. لكنني حاولت دومًا أن أجد صوتي الخاص.

الأمة العربية : ما هو أول عمل أدبي كتبته، وماذا يعني لك الآن؟

الشاعرة ايمان محمد:

كان ديوانًا صغيرًا بعنوان أنين العيون، لكنه يمثل لي الخطوة الأولى نحو الطريق الطويل. أراه اليوم مرآةً لبدايتي البسيطة واندفاعي العفوي، وهو شاهد على أن الحلم بدأ منذ زمن بعيد.

الأمة العربية: ما أصعب مرحلة مررتِ بها أثناء كتابة كتابك الأخير؟

الشاعرة ايمان محمد:

أصعب ما واجهته كان مواجهة نفسي، أن أكتب بصدق عن الجروح دون أن أخاف من نظرة الآخرين. الكتابة أحيانًا مؤلمة، لأنها تُخرج ما نخفيه في أعماقنا، لكنها في النهاية تطهير وولادة جديدة.

الأمة العربية: ما القضايا التي تحبين إيصالها عبر كتاباتك؟

الشاعرة ايمان محمد:

أحب أن أكتب عن الإنسان؛ عن الحب والخذلان، عن الحرية والأمل. أؤمن أن الأدب لا بد أن يكون صادقًا، يعكس نبض الناس وأحلامهم، وينحاز للإنسانية دائمًا ويهتم بما يدور حوله من قضايا المجتمع 

الأمة العربية: هل ترين أن الكتابة قادرة على إحداث تغيير في المجتمع؟

الشاعرة ايمان محمد:

نعم، قد لا تغيّر العالم دفعة واحدة، لكنها تغيّر إنسانًا واحدًا في البداية. والإنسان حين يتغير، يبدأ التغيير الحقيقي في المجتمع. الكلمة الصادقة تظل أقوى من كل سلاح.

الأمة العربية:كيف توازنين بين الجانب الفني والجانب الواقعي في أعمالك؟

الشاعرة ايمان محمد:

أمزج بين الحلم والواقع، بين اللغة الشعرية والهمّ الإنساني. الفن يمنح النص جماله، والواقع يمنحه صدقه، ولا أرى أحدهما ينفصل عن الآخر.

الأمة العربية: ما هو النص الأقرب إلى قلبك، والذي ترك أثرًا عميقًا في نفسك؟

الشاعرة ايمان محمد:

هو نص كتبته عن الفقد، حين رحل شخص عزيز جدًا عليّ. كتبت وأنا أبكي، لكنه صار من أقرب النصوص إليّ لأنه يعكس صدقًا لا يتكرر وهو بعنوان 

” أمي “

يعجز القلم أن يكتب 

    فيكي أجمل

       الكلمات 

فكل الحروف لا توافيكي

 جزاء عطاءك وسهر

 الليالي الحالكة

   بالظلمات 

فمهما توارت العيون 

بالدموع على فراقك 

يأتيني خفقان القلب 

   بأعلى الدقات 

فالحزن ملأه أنين 

ودفئ أحضانك كان 

  لي دواء عثراتي  

   بتلك الحياة

فقد تحجرت الدموع 

 بالمقل بعد فراقك 

 وأصبحت البسمة 

 باهته ولايعنيها 

    ماهو آت 

فعيدي هو عيدك 

وبعدك لم أعد 

أرى بريق أمل 

 بتلك الحياة 

فمرحبا بالموت 

لأنه سيجعلني 

أرجع لأحضانك 

 وأنسى أنين 

  الذكريات 

فمهما أرتدى قلمي 

سترة الضحك ولكن 

طيفك لم يفارقني 

 فمنى القلب ألا 

 تفارقيني بكل 

  المنامات 

  أحبك يا أمي 

 وكلمة الحب  

لاتوفيكي حقك 

حتى الممات 

الأمة العربية: ما هي مشاريعك القادمة في مجال الكتابة؟

الشاعرة ايمان محمد:

أعمل حاليًا على ديوان جديد يجمع بين الشعر والنثر، وأفكر أيضًا في كتابة رواية قصيرة تعكس بعض التجارب الإنسانية التي تستحق أن تُروى.

الأمة العربية: كيف ترين مستقبل الأدب في العالم العربي؟

الشاعرة ايمان محمد:

برغم التحديات، أنا متفائلة. هناك جيل جديد يكتب بروح مختلفة، يستخدم التكنولوجيا ليصل إلى القراء بسرعة، ويحمل شغفًا حقيقيًا بالكلمة. المستقبل للأدب العربي واعد، إذا ما حافظنا على هويتنا وانفتحنا على العالم في الوقت نفسه.

الأمة العربية: هل تفكرين في خوض تجربة أنواع أخرى من الكتابة مثل السيناريو أو المسرح؟

الشاعرة ايمان محمد:

بالتأكيد، السيناريو يغريني جدًا، لأنني أرى فيه صورة أخرى للنص الأدبي، صورة تتحرك أمام أعين الناس. ربما أخوض هذه التجربة قريبًا.

الأمة العربية: هل لديك اطلاع على الأدباء والكتّاب الجزائريين؟

الشاعرة ايمان محمد:

نعم، الأدب الجزائري زاخر بالأسماء العريقة مثل مالك حداد وكاتب ياسين، وأحلام مستغانمي وأيضًا أصوات حديثة لامعة. الأدب الجزائري له خصوصية جميلة، فهو يجمع بين الأصالة والانفتاح.

 الأمة العربية:هل يمكنكِ أن تخبرينا أكثر عن عملك في تصميم الجرافيك وأغلفة الكتب؟

الشاعرة ايمان محمد:

دخلت مجال التصميم إلى جانب الكتابة، لأنني أجد في التصميم عالمًا بصريًا يوازي عالمي الأدبي. أحب أن أترجم الفكرة إلى صورة، وأن أجعل الغلاف مرآة للنصوص التي يحتضنها الكتاب وقد وجدت نفسي في هذا العالم عندما دخلت جروب تصميماتي وهو جروب يهتم بتعليم البنات فن التصميم بكل أنواعه وأيضا تعليم الموك أب للغلاف وكمان يهتم بكيفية عمل المونتاج سواء لبروموا عمل أدبي أو تسجيل صوتي وده بيتم تعليمه لنا مع أكفأ بنات في هذا الجروب ولا أنكر الفضل لمن علموني كل شيء عن الإبداع في فن تصميم الأغلفة والجرافيك وأيضا المونتاج وهن 

منى آل موجي ، روان النمكي ، فاطمة مصطفى ، سلمى محمد ،    وهي خطوه تدعو القارئ للدخول إلى عالم النص وقررت منذ دخولي هذا المجال أن أفيد الأعضاء الموجوده بمجلتي وهو منتدى بحر الكلمات للشعر والأدب بكل ما تعلمته وبالفعل عملت على تصميم أغلفة لعدد من الكتّاب والشعراء، سواء  ورقية أو إلكتروني وكل تجربة كانت تحديًا جديدًا ومجالاً لاكتشاف أفكار مختلفة. فالتصميم علّمني الصبر والدقة، وأكسبني عينًا أكثر حساسية للتفاصيل. أعتبر أن الجمع بين الأدب والفن البصري ميزة تمنحني رؤية شاملة كي أتعامل مع كل عنوان للغلاف بموضوعية 

الأمة العربية: كلمة أخيرة تودين توجيهها بعد هذا الحوار؟

الشاعرة ايمان محمد:

أشكر جريدة الأمة العربية الجزائرية على هذا اللقاء. وأقول لكل قارئ: تمسكوا بالكلمة، فهي قادرة على أن تمنحكم حياة أخرى. وللشباب: اكتبوا ما تشعرون به بصدق، فالكلمة التي تخرج من القلب.

إرسال التعليق