جاري التحميل الآن

“مسعود العيطر” أب الفقراء ورمز العطاء الذي لا ينسى

“مسعود العيطر” أب الفقراء ورمز العطاء الذي لا ينسى

لطالما كان الشيخ “مسعود العيطر” رمزًا للعطاء والإيثار في ولاية المسيلة، حيث تجوّل بلا كلل ولا ملل بين القرى والمداشر، يحمل على عاتقه مهمة نبيلة تتمثل في تقديم يد العون والمساعدة لمن لا حول لهم ولا قوة. طوال سنوات طويلة، كان الشيخ مسعود يشعّ نورًا في ظلمات الحياة على الفقراء، الأرامل، والمطلقات، مقدمًا لهم المساعدات التي تخفف عنهم قسوة الأيام، برفقة أعضاء مكتبه الولائي لجمعية الإرشاد والإصلاح الجزائرية في المسيلة.

لكن، كما هو الحال في حياة البشر، لا تخلُّ مسيرتهم من التحديات. منذ عامين، غاب الشيخ مسعود عن ساحات الخير بعدما أقعده المرض وألزمه الفراش، ليترك خلفه فراغًا عميقًا في قلوب كل من عرفوه. هذا الغياب، رغم ظروفه القاسية، لم يقلل من حب الناس له، بل زاد من شوقهم له، فالفقراء لم ينقطعوا عن الاتصال به، يسألون عن حاله، يفتقدونه. فقد كانوا يعتقدون أن وجوده بينهم هو الأمل الذي لا ينطفئ، والسند الذي لا يتوقف.

إنه مشهد مؤثر، أن يتصل الفقراء بمن كان دائمًا بالقرب منهم، يبحثون عن صوته المطمئن، وعن يده التي تمد لهم العون في أوقات الحاجة. ومع كل اتصال، كان الشيخ مسعود يشعر بمسؤولية أكبر تجاههم، وكأن قلبه لا يهدأ ما دام هناك من يحتاجه. وهذا هو الحال مع أولئك الذين جعلوا من حياته نموذجًا للتضحية والإنسانية.

ورغم المرض الذي أوقفه عن الحركة، إلا أن تأثيره لا يزال حاضرًا في قلوب الناس وأرواحهم. لقد غاب الشيخ جسديًا، لكنه ما زال حيًا في كل فعل خير قام به، في كل مساعدة قدمها، وفي كل ابتسامة زرعها على وجوه المحتاجين.

ندعو الله سبحانه وتعالى أن يشفيه ويعافيه، وأن يعيده إلى مجتمعه كما كان، سندًا للضعفاء ونورًا للمحتاجين. فالشيخ مسعود العيطر ليس مجرد شخص، بل هو رمز من رموز الإنسانية التي يجب أن تظل في الذاكرة، يُحتذى به في العطاء والعمل الطيب.اللهم اشفه شفاءً لا يغادر سقما، وأعده إلى ساحة الخير، حيث ينتظره كل من يحتاجه.

محمد محدادي

إرسال التعليق