جاري التحميل الآن

 تتواصل عملية غرس الأشجار ببلدية سيدي علي ملال

 تتواصل عملية غرس الأشجار ببلدية سيدي علي ملال

شهدت بلدية سيدي علي ملال، الواقعة على بعد 36 كيلومترا شمال ولاية تيارت، مبادرة بيئية غير مسبوقة تحت شعار “خضراء بإذن الله”، حيث انخرط المجتمع المحلي بكافة فئاته العمرية في حملة تشجير طموحة تهدف إلى تغيير الطابع القاحل للمنطقة.

وفي خطوة تعكس الوعي البيئي المتنامي لدى سكان المنطقة، انطلقت المبادرة من قرية سيدي سعيد، المعروفة محليا باسم “بوزو”، بإشراف الناشط الجمعوي عبد الوهاب رحراحي، الذي أكد في حديث خاص لجريدة أفريكا نيوز أن هذا المشروع كان حلما راوده طويلا، وتمكن من تحقيقه بفضل تضافر جهود المحسنين والمتطوعين من أبناء المنطقة.

وقد تميزت المبادرة بدراسة علمية دقيقة للظروف المناخية والبيئية للمنطقة، حيث تم اختيار 176 شجرة في المرحلة الأولى، موزعة بعناية بين أصناف متنوعة تتلاءم مع طبيعة المنطقة. وتشمل هذه الأشجار 70 شجرة كاليبتوس، و49 شجرة فيكيس، إضافة إلى 20 شجرة خروب، و15 شجرة ميليا، فضلا عن أشجار الحرورة والتيكوما والصفصاف والجاكارندا.

ولم يقتصر المشروع على مجرد غرس الأشجار، بل امتد ليشمل تخطيطا استراتيجيا لتوزيعها، حيث تم زراعة جزء منها على امتداد الطريق المؤدي إلى القرية لمسافة كيلومتر كامل، في حين وزعت البقية على مختلف الشوارع والطرقات الداخلية للقرية، مما يساهم في خلق منظر جمالي متناسق.

وفي إطار استدامة المشروع، كشف رحراحي عن خطط مستقبلية لتوسيع نطاق المبادرة لتشمل مناطق أخرى من البلدية، مؤكدا أن هذه الخطوة ما هي إلا بداية لمشروع أكبر يهدف إلى مكافحة التصحر وتحسين البيئة المحلية. وقد أشاد بالدعم المالي السخي الذي قدمه أهالي المنطقة، والذي مكن من شراء الأشجار من ولاية البليدة بعد دراسة متأنية لاحتياجات القرية.

وتجدر الإشارة إلى أن هذه المبادرة تعد نموذجا يحتذى به في العمل التطوعي البيئي، حيث جمعت بين التخطيط العلمي المدروس والمشاركة المجتمعية الفعالة. كما أنها تعكس وعيا متزايدا بأهمية العمل الجماعي في مواجهة التحديات البيئية، وتؤسس لثقافة بيئية مستدامة في المنطقة.

وختاما، تمثل هذه المبادرة خطوة مهمة نحو تحقيق رؤية بيئية متكاملة للبلدية، حيث يأمل القائمون عليها أن تكون نقطة انطلاق لسلسلة من المشاريع البيئية المماثلة في المستقبل القريب، مما يساهم في تحويل سيدي علي ملال إلى واحة خضراء تجمع بين جمال الطبيعة واستدامة البيئة.

وهيب قورصو 

إرسال التعليق