تيارت : احتفالية متميزة بمناسبة اليوم العالمي للطفولة
برنامج شامل يهدف الى تعزيز الوعي البيئي والاهتمام بحقوق الطفل عبر أنشطة متنوعة ومبتكرة.
وقد تولى والي تيارت سعيد خليل الإشراف الشخصي على هذه التظاهرة الثقافية والبيئية التي احتضنتها غابة الرادار، بمشاركة واسعة من الجهات الرسمية والمجتمع المدني.
وفي هذا السياق، شملت الفعاليات معارض متخصصة تبرز إبداعات الأطفال ومواهبهم المختلفة، بينما تنوعت العروض بين النشاطات الترفيهية والتعليمية المصممة خصيصا لخدمة هذه الفئة العمرية المهمة. كما خصصت السلطات اهتماما خاصا بالأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة من خلال جناح مخصص للمسجلين بالمراكز النفسية البيداغوجية والأطفال ذوي الإعاقة السمعية.
ومن أبرز اللحظات في هذه التظاهرة، شهد الحفل توقيع محضر تأسيس نادي بيئي بالشراكة بين مديرية البيئة ومديرية النشاط الاجتماعي، مما يعكس الرؤية المستقبلية لدمج التربية البيئية في برامج الأنشطة الاجتماعية الموجهة للأطفال.
علاوة على ذلك، قام الوالي بتوزيع تجهيزات طبية ومساعدة على الأطفال من ذوي الهمم، شملت كراسي متحركة من نوع IMC وحمالات أطفال وفرش طبية ومكثفات أكسجين، في خطوة تهدف الى تحسين ظروف معيشة هذه الفئة وضمان حصولها على الرعاية اللازمة.
وبالتوازي مع هذه الأنشطة الاجتماعية، تنوعت البرامج الترفيهية في غابة الصنوبر لتشمل عروضا بهلوانية وفنية، إضافة الى ورشات الأشغال اليدوية والرسم والتلوين التي تهدف الى تنمية قدرات الأطفال الإبداعية. كما قدمت عروض أزياء تقليدية وموسيقية تعكس التراث المحلي للمنطقة.
وفي إطار الاهتمام بالقضايا البيئية، أعلن عن انطلاق الحملة التحسيسية الرمزية لنظافة المحيط بمناسبة اليوم العالمي للبيئة تحت شعار “محاربة التلوث البلاستيكي”، مما يعكس الالتزام المحلي بمواجهة التحديات البيئية المعاصرة.
وانتقل الوالي والوفد المرافق له الى المسبح الأولمبي 08 ماي 1945 بمدينة تيارت، حيث أعطى إشارة انطلاق نشاطات موسم الاصطياف بهذا المرفق الرياضي الذي أعيد تأهيله بالكامل. وقد تابع الحضور جانبا من النشاطات الرياضية المخصصة للأطفال في إطار الاحتفال باليوم العالمي للطفل.
وفي السياق ذاته، كشفت مديرية الشباب والرياضة عن برنامج احتفالي يمتد من بداية شهر جوان حتى منتصفه، بالتعاون مع الجمعيات الشبانية والرياضية ومؤسسات الشباب المنتشرة عبر الولاية. وأوضح محمد مزارة المكلف بمصلحة النشاطات أن البرنامج يتضمن احتفالية كبرى في غابة الرادار موجهة للعائلات والأطفال تنطلق من الساعة الثانية بعد الظهر.
من جهتها، أطلقت مديرية الثقافة برنامجا خاصا يركز على الجانبين التثقيفي والترفيهي، يتوزع على مختلف بلديات الولاية خلال الأيام الخمسة الأولى من الشهر الجاري، متضمنا عروضا مسرحية وبهلوانية ومسابقات فكرية تستهدف أطفال بلديات تيارت ومهدية وعين تزاريت والسبعين والناظورة وسي عبد الغني والرشايقة.
وتقود جمعية “آفاق لترقية وإدماج الطفولة والشباب” جهود التنسيق بين مختلف الجهات، حيث تتكفل بتنظيم عدة أنشطة مركزية في غابة الرادار باعتبارها النقطة المحورية للاحتفالات.
إضافة الى ذلك، تشارك المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية “محمد الميلي” بفعالية في البرنامج من خلال تنظيم سلسلة من الورشات التعليمية والترفيهية. وأكدت مديرة المكتبة نصيرة عواد أن المؤسسة تواصل أداء دورها التربوي والثقافي عبر ورشة الروبوت والذكاء الاصطناعي تحت إشراف الدكتور عبد الرحيم، وورشة السوروبان الخاصة بالحساب الذهني، وورشة الحكواتي التي تهدف الى تنمية الخيال والقدرة على الاستماع.
وأطلقت المكتبة أيضا ورشة جديدة بعنوان “الطاولة الذكية” وهي جلسات أسئلة وأجوبة تهدف الى تعزيز القدرات الذهنية للأطفال وتوسيع آفاقهم المعرفية، إلى جانب ورشات التلوين والأشغال اليدوية والمسابقات الفكرية المتنوعة.
وأشارت عواد الى أن المكتبة ستكون حاضرة بقوة في الفعاليات التي تحتضنها غابة الرادار، في إطار التنسيق الشامل بين جميع القطاعات المعنية بالاحتفالات.
جدير بالذكر أن التحضيرات لهذا البرنامج بدأت منذ أسابيع بالتعاون مع فرع جمعية العلماء المسلمين الجزائريين – ابن باديس – ببلدية عين مريم ومكتبة عين بوشقيف، وستتواصل الأنشطة الى غاية نهاية الموسم الدراسي.
وتجسد هذه الاحتفاليات حرص ولاية تيارت على ترسيخ ثقافة العناية بالطفل من خلال تقديم محتوى هادف يدمج بين المتعة والتعلم، ويعزز من قدراته الفكرية والإبداعية في بيئة صحية وآمنة تساهم في بناء جيل واع ومسؤول تجاه قضايا مجتمعه وبيئته.
وهيب قورصو
إرسال التعليق