جاري التحميل الآن

تيارت :  الكشافة تخلد ذكرى بوراس وتستحضر شهداء الواجب

تيارت :  الكشافة تخلد ذكرى بوراس وتستحضر شهداء الواجب

احتضنت ولاية تيارت فعالية لإحياء الذكرى الرابعة والثمانين لاستشهاد مؤسس الكشافة الإسلامية الجزائرية القائد محمد بوراس، في مشهد ساده الإجلال والتقدير لمسيرة نضالية خالدة ما زالت أصداؤها تتردد في وجدان الأمة.
وشهدت ساحة محمد بوضياف وسط مدينة تيارت، صباح اليوم، تجمعا شارك فيه ممثلو السلطات المحلية يتقدمهم والي الولاية خليل السعيد، إلى جانب المحافظة الولائية للكشافة الإسلامية الجزائرية وعدد من قدماء الكشافة والمجاهدين والمواطنين، الذين وقفوا وقفة ترحم على روح الشهيد محمد بوراس وكل من ضحى في سبيل استقلال الوطن. وقد شكل هذا اللقاء الرمزي محطة لتجديد العهد مع مبادئ الكشافة ورسالتها التربوية والوطنية التي امتدت عبر الأجيال.
أبرز والي الولاية في كلمة ألقاها بالمناسبة أن الكشافة الإسلامية الجزائرية ليست مجرد تنظيم شباني بل هي مدرسة للرجولة ومشتل للمبادئ، مذكرا بما قدمه الشهيد محمد بوراس من تضحيات في سبيل الوطن. وأضاف “نجتمع اليوم لنكرم أحد رموز الجزائر، ونستحضر تضحياته ونستلهم من مسيرته معاني الوطنية الصادقة”، مشيرا إلى أن الفعل التربوي الذي اضطلع به بوراس لم يكن منفصلا عن المشروع التحرري الذي قاده الشعب الجزائري ضد الاستعمار الفرنسي.
لم تمر المناسبة دون أن تستحضر الحاضرين بمرارة أحداث مستغانم المؤلمة سنة 1995، والتي راح ضحيتها عدد من عناصر الكشافة. وقد قال والي الولاية بأسى بالغ “يحضرني هنا بحزن عميق الكشافة الذين قضوا في أحداث مستغانم عام 1995، ولا يمكن أن ننسى تضحياتهم، فهم شهداء الواجب الوطني والتربوي”.
في خضم هذه الأجواء، تحدث أحد المجاهدين الحاضرين عن الرابط الوثيق بين الحركة الكشفية وثورة التحرير، مذكرا أن “الانخراط في الكشافة في سنوات الأربعينيات لم يكن خيارا بل واجبا وطنيا، حيث كان الأطفال يدخلون الكشافة في سن العاشرة، لتشكل تلك التجربة الأولى محطة تمهيدية نحو صفوف جيش التحرير”. وأضاف أن الكشافة كانت حاضنة لقيم التضحية والانضباط والالتزام، وهي نفس القيم التي مهدت لكثير من الشباب طريقهم نحو ميادين الجهاد.
شهدت هذه الوقفة أيضا مشاركة رمزية لعدد من قدماء الكشافة الذين استحضروا من خلالها محطات مضيئة من مسيرتهم في العمل الكشفي، وكيف تحولت تلك التجربة في حياتهم إلى مرجعية أخلاقية ووطنية استمرت حتى بعد الاستقلال. كما أعربوا عن امتنانهم لاستمرار هذا الإرث التربوي والوطني الذي كان الشهيد بوراس أول من سطّره بدمه.
وفي ختام الفعالية، أجمع المشاركون على أهمية الحفاظ على رسالة الكشافة وتطويرها بما يتماشى مع تحديات العصر، مؤكدين أن الوفاء للشهيد بوراس يقتضي مواصلة المسيرة بكل إخلاص وعطاء.
ولم يكن الحضور الرسمي والشعبي في هذه الذكرى مجرد طقس رمزي بل تعبيرا عن اعتزاز جماعي برجل أسس لفكرة تحوّلت إلى مشروع وطني أسهم في تحرير البلاد وتكوين أجيال متشبعة بحب الجزائر.

وهيب قورصو

إرسال التعليق