تيارت : بطولة وطنية للسباحة بمشاركة قياسية وتنظيم ناجح

استضافت ولاية تيارت خلال الأيام الماضية البطولة الوطنية للسباحة على مستوى المسبح الأولمبي الثامن ماي، حيث عرفت التظاهرة الرياضية مشاركة غير مسبوقة تجاوز فيها عدد الرياضيين السبعمائة مشارك من مختلف الفئات العمرية، وهو ما يعكس الاهتمام المتزايد بهذه الرياضة في الجزائر.
جرت مجريات المنافسات على مدار ثلاثة أيام كاملة، وسط تنظيم محكم وإشراف مباشر من الاتحاد الجزائري للألعاب المائية بالتنسيق مع مديرية الشباب والرياضة لولاية تيارت. وعبّر عدد كبير من المشاركين عن رضاهم بمستوى التنظيم، مشيدين بأجواء المنافسة وروح التحدي التي سادت بين السباحين القادمين من مختلف ولايات الوطن.
في حديثه للإعلام، أوضح مدير الشباب والرياضة السيد عمر سلاني أن هذه البطولة كانت خطوة مهمة لتفعيل النشاط الرياضي المحلي وتأكيد قدرة الولاية على احتضان تظاهرات وطنية كبرى، حيث قال: “نطمح من خلال هذه البطولات إلى إحداث ديناميكية جديدة في الساحة الرياضية، وقد لمسنا تجاوبا كبيرا من الرياضيين والمنظمين”.
ومن بين أبرز الأهداف التي تسعى إليها الجهات المنظمة، أشار السيد سلاني إلى الاتفاق الذي تم مع رئيس الاتحادية الجزائرية للألعاب المائية حول تنظيم دورات تكوينية وتربصات تأهيلية خاصة بالمدربين والحكام، معتبرا أن الولاية تملك من الكفاءات والإمكانات ما يؤهلها لتكوين طاقات محلية في هذا المجال، وهو ما من شأنه أن يعزز قاعدة السباحة في تيارت ويساهم في تطويرها.
كما عبّر عن أمله الكبير في أن ترى الجزائر مستقبلا أبطالا في السباحة من مختلف ربوع الوطن، يمثلون البلاد في المحافل القارية والدولية، مضيفا: “نتمنى أن يكون لدينا أبطال أولمبيون وأبطال على مستوى ألعاب البحر الأبيض المتوسط، وأن تخرج هذه الطاقات من عمق الجزائر، من ولايات مثل تيارت وغيرها”.
ورغم بعض التحديات التي واجهت المنظمين خاصة ما تعلق بالتنسيق مع بعض الجهات المركزية، إلا أن النجاح المحقق على مستوى التنظيم والمشاركة أعطى دفعة قوية لتحفيز الفاعلين المحليين على المضي قدما نحو المزيد من المبادرات والبطولات مستقبلا.
الجدير بالذكر أن المسبح الأولمبي الثامن ماي بتيارت يشكل أحد أهم المنشآت الرياضية بالولاية، وقد أثبت في هذه التظاهرة جاهزيته لاستقبال فعاليات وطنية كبرى، ما يفتح الباب أمام استغلاله بشكل أوسع في المستقبل القريب.
وتؤكد هذه البطولة مرة أخرى أن الرياضة قادرة على أن تكون رافعة للتنمية المحلية ومحفزا لتأهيل الطاقات الشابة، إذا ما تم الاستثمار الجاد فيها وتوفير بيئة تنظيمية وتكوينية مناسبة.

وهيب قورصو