تيارت : نحو تعاون مثمر بين منظمة المحامين واتحاد الصحفيين شراكة استراتيجية تتصدر المشهد .
في أجواء تميزت بالودية ، عقد لقاء تنسيقي هام جمع نقيب المحامين لمنظمة المحامين الجهوية ناحية تيارت السيد بلفضل عبد الناصر والأمين العام لذات المنظمة السيد كمال مسري مع المكتب الولائي للاتحاد الوطني للصحفيين والإعلاميين الجزائريين بتيارت، ممثلاً في رئيسة المكتب السيدة جخدان طاطا وأعضاء من المكتب الولائي. تناول اللقاء عدة محاور استراتيجية تهدف إلى تفعيل التعاون المشترك بين المنظمتين وتوحيد الجهود لمواجهة التحديات المجتمعية الراهنة.
وقد ركز الجانبان على أهمية تكثيف الجهود في مجال التوعية والوقاية من الآفات الاجتماعية التي باتت تهدد استقرار المجتمع الجزائري. وفي هذا السياق، صرح نقيب المحامين السيد بلفضل عبد الناصر قائلاً: “دورنا أصبح مسؤولية وضرورة لا بد من التحرك من أجل محاربة الآفات الاجتماعية التي أصبحت تهدد كيان المجتمع.”
وأكد النقيب في تصريحه على الدور المحوري الذي يجب أن تلعبه النخب المجتمعية، خاصة المحامين والإعلاميين، في التصدي للظواهر السلبية من خلال برامج توعوية مشتركة وحملات إعلامية هادفة تسلط الضوء على مخاطر هذه الآفات وتداعياتها السلبية على الفرد والمجتمع. كما شدد على ضرورة تظافر الجهود بين مختلف الفاعلين المجتمعيين لتحقيق نتائج ملموسة في هذا المجال.
كما تطرق اللقاء أيضاً إلى واقع الإعلام في الجزائر في ظل الانفتاح غير المسبوق وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي، والتحديات التي يواجهها القطاع خاصة مع تداول المعلومات المغلوطة. وفي هذا الصدد، أدلت رئيسة المكتب الولائي للاتحاد السيدة جخدان طاطا بتصريح هام أكدت فيه: “المسألة تتعلق في الأساس بالوعي في ممارسة العملية الإعلامية حيث يجب على الصحفي أن يكون مطلعاً على أدبيات العمل الصحفي والإعلامي، كما يكون على دراية بميثاق أخلاقية المهنة الذي يضبط العمل الصحفي.”
هذا ما يؤكد الاهتمام البالغ الذي يوليه الإتحاد لأخلاقيات مهنة الإعلام والمسؤولية الاجتماعية في ظل التحولات الرقمية المتسارعة. كما أوضحت السيدة جخدان أن الاتحاد الوطني للصحفيين والإعلاميين الجزائريين يعمل على تكوين الإعلاميين الجدد من أجل إرساء قواعد متينة للعملية الإعلامية، مشيرة إلى الجهود المتقدمة للدولة الجزائرية في دعم حرية التعبير والإعلام.
من جانبه، سلط نقيب المحامين السيد بلفضل عبد الناصر الضوء على الدور الحيوي الذي تقوم به منظمة المحامين في مجال التكوين المستمر وتحديث المعارف القانونية، حيث صرح قائلاً: “منظمة المحامين تؤدي دوراً فعالاً في مسألة تكوين المحامين وتجديد المعارف وفق المستجدات القانونية.”
وأضاف السيد بلفضل أن المنظمة تعمل بشكل متواصل على التنسيق مع المجالس القضائية المختلفة عبر ربوع الوطن من أجل تطوير الأداء القانوني والقضائي. كما أشاد بالتطور الكبير الذي شهده قطاع العدالة في الجزائر، خاصة في مجال الرقمنة، معتبراً إياها “خطوة إيجابية تسهل على المواطن والمحامي معاً”.
هذا التوجه الاستراتيجي المتكامل الذي تنتهجه منظمة المحامين في مواكبة التحولات الرقمية في قطاع العدالة، والحرص على تطوير الكفاءات المهنية للمحامين بما يتماشى مع المتطلبات العصرية، ويخدم مصلحة المواطن والمجتمع يعكس رؤية استشرافية تهدف للرفع من الأداء المهني للمحامين، ويعزز من فاعلية القضاء.
وفي سياق متصل، أكد السيد بلفضل عبد الناصر أن نشاط منظمة المحامين لا يقتصر على الجانب التكويني والمهني فحسب، بل يمتد ليشمل العمل الإنساني والاجتماعي، وفي هذا الصدد صرح قائلاً: “المنظمة تفتح أبوابها لجميع الشراكات الفعالة التي من شأنها تعزيز الأداء وتقوية الروابط الاجتماعية.”
هذا ما يبرز البعد الإنساني والاجتماعي لعمل منظمة المحامين، والتزامها بالمسؤولية المجتمعية إلى جانب مهامها المهنية والقانونية. كما يعكس انفتاح المنظمة على مختلف الفاعلين المجتمعيين من أجل تحقيق التكامل في الأدوار وتوحيد الجهود لخدمة المصلحة العامة.
على الرغم من أن هذا اللقاء يعد أولياً، إلا أنه نجح في طرح قضايا جوهرية وفتح آفاق واعدة للتعاون المشترك بين منظمة المحامين والاتحاد الوطني للصحفيين والإعلاميين الجزائريين. ومن المنتظر أن يثمر هذا التعاون عن مبادرات مشتركة تسهم في تطوير قطاعي العدالة والإعلام في الولاية، وتعزز دورهما في خدمة المجتمع.
وفي ختام اللقاء، اتفق الطرفان على ضرورة مأسسة هذا التعاون من خلال برامج عمل مشتركة وآليات تنسيق دائمة، بما يضمن استمرارية التواصل وفعالية المبادرات المشتركة. كما أُكِّد أهمية تنظيم لقاءات دورية لتقييم التقدم المحرز وتطوير آليات العمل المشترك.
وهيب قورصو
إرسال التعليق