جاري التحميل الآن

تيارت تحيي ذكرى معركة وادي الداوسة بتكريم المجاهدين والشهداء

تيارت تحيي ذكرى معركة وادي الداوسة بتكريم المجاهدين والشهداء

” تيارت تحيي ذكرى معركة وادي الداوسة بتكريم المجاهدين والشهداء”أحيت مديرية المجاهدين وذوي الحقوق لولاية تيارت، يوم أمس، الذكرى السنوية لمعركة وادي الداوسة، في إطار تكريم التضحيات التي قدمها 36 شهيداً خلال هذه المواجهة البطولية. وقد شهدت المناسبة حضور عائلات الشهداء والمجاهدين، من بينهم عائلة الشهيد ختال عبد القادر، إلى جانب المجاهد وضاحي الحبيب الذي شارك بشهادته حول تفاصيل هذه المعركة.

وقد تميزت الفعالية بمشاركة واسعة من مختلف الهيئات، حيث حضر ممثلون عن الأجهزة الأمنية والجمارك والحماية المدنية، إلى جانب وفود من مديرية الشؤون الدينية والأوقاف والكشافة الإسلامية. هذا الحضور يعكس أهمية مثل هذه المناسبات في ترسيخ روح الاعتزاز بالمسيرة النضالية التي قادها الشعب الجزائري من أجل نيل الاستقلال.

وخلال الندوة، تم استعراض المسيرة النضالية للشهيد ختال عبد القادر، كما أدلى بعض المجاهدين بشهادات حية حول حيثيات معركة وادي الداوسة، مؤكدين على شراستها والأثر العميق الذي تركته في مسار الكفاح الوطني. وقد أوضح المتحدثون أن هذه المعركة دارت في منطقة جبلية ذات تضاريس صعبة، حيث اصطدمت قافلة من المجاهدين بقوات الاحتلال الفرنسي القادمة من عدة نواحٍ. ورغم الفارق الكبير في العتاد والعدد، تمكن جيش التحرير الوطني من إلحاق خسائر فادحة بالمستعمر، فيما سقط 36 شهيداً من المجاهدين في ميدان الشرف.

ولم تقتصر الندوة على استعراض وقائع المعركة فقط، بل تطرقت أيضاً إلى أهمية التنظيم الثوري الذي استُمد من توصيات مؤتمر الصومام، والذي كان له الدور البارز في توحيد الجهود الثورية على المستويين الداخلي والخارجي. وقد أكدت المداخلات أن معركة وادي الداوسة تمثل نموذجاً للتخطيط المحكم والانضباط الذي تميزت به الثورة الجزائرية، ما ساهم في توجيه ضربات موجعة للاحتلال الفرنسي.

وفي نهاية الفعالية، تم تكريم عدد من الحاضرين عرفاناً بمساهمتهم في حفظ الذاكرة الوطنية. وكان من بين المكرمين المجاهد وضاحي الحبيب، إلى جانب عائلة الشهيد ختال عبد القادر، حيث تم إهداء راية وطنية تحمل اسم الشهيد إلى متحف المجاهد بتيارت، في لفتة رمزية تخليداً لذكراه.

وتأتي هذه المناسبة لتؤكد على أهمية إحياء المحطات التاريخية التي شكّلت منعرجات حاسمة في مسار الثورة التحريرية. كما تهدف إلى تعزيز الوعي لدى الأجيال الناشئة بالتضحيات الجسام التي بذلها المجاهدون والشهداء من أجل تحرير الوطن. هذا الاهتمام بالذاكرة النضالية يسهم في الحفاظ على التراث الوطني وترسيخ الانتماء العميق للوطن، ليبقى تاريخ الجزائر حاضراً في وجدان الأجيال المقبلة.

وهيب قورصو

إرسال التعليق