اكتشاف مغارة غامضة في تيارت يثير اهتمام السكان ودعوات لحمايتها
تمكن مجموعة من سكان 1500 سكن الزمالة
بأعالي مدينة تيارت من اكتشاف مغارة غامضة بالصدفة ، يُعتقد أنها تعود إما إلى الحقبة العثمانية أو لفترة أقدم، ما أثار فضول الأهالي والمهتمين بالتاريخ المحلي ودفعهم إلى دعوة السلطات للتدخل وتقييم الموقع. المغارة تقع في منطقة يغلب عليها الغطاء النباتي، حيث تحيط بها أشجار يبلغ عددها نحو 72 شجرة، بالإضافة إلى 600 شجرة أخرى موزعة على المحيط المجاور. كما ترتبط المغارة بمجرى مائي قديم، يُقال إنه كان يُستخدم للشرب في أزمنة ماضية، إذ تردد أن هذه المياه كانت تصل إلى مواقع مختلفة، من بينها “الثكنة العسكرية” وربما أحياء بعيدة أخرى، مما يعزز فرضية أن الموقع قد يكون جزءًا من شبكة مائية أثرية.
ومن خلال استقصاء الروايات التي يتداولها سكان الحي، تتباين الآراء بشأن تاريخ المغارة وأصلها. بعض الأهالي يرجحون أنها تعود إلى العهد العثماني، في حين يرى آخرون أنها من بقايا الحقبة الرومانية.و على ضوء هذه التكهنات، قرر السكان التوجه بمراسلات إلى مديرية الثقافة لمطالبتها بإرسال فريق مختص لدراسة الموقع وتحديد أهميته التاريخية والأثرية، مؤكدين على ضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة لحمايته من أي تهديدات قد تؤثر على سلامته.
لكن مع تزايد الحديث عن أهمية المغارة، بدأت تبرز مخاوف من التعديات العمرانية التي تهدد المنطقة. فقد تم رصد محاولات لتقسيم الأراضي المحيطة بها إلى وحدات سكنية، وهو ما ينذر بخطر إزالة الغطاء النباتي المحيط بها. هذه المشاريع قد تعرض التوازن البيئي للخطر وتؤدي إلى اختفاء هذا المعلم الطبيعي والأثري معًا. وفي هذا السياق، يشدد السكان على ضرورة التحرك السريع لحماية الموقع من أي نشاطات قد تهدد بطمسه.
ولمواجهة هذه التحديات، تحركت عدة جمعيات محلية بهدف توعية السكان بضرورة الحفاظ على المغارة والتبليغ عن أي نشاطات مشبوهة. ويأمل السكان أن يتم استثمار هذا الموقع سياحيًا في المستقبل، حيث يرون في هذا الاكتشاف فرصة لتعزيز الاقتصاد المحلي وتوفير فرص عمل للشباب في المنطقة.
وبينما ينتظر الجميع تدخل مديرية الثقافة، يأمل السكان أن يتم التعامل مع الموقع بجدية كافية، خاصة أن الحفاظ عليه لن يسهم فقط في حماية تراث محلي محتمل، بل سيعكس أيضًا نموذجًا ناجحًا للمواطنة الفاعلة. المبادرة التي اتخذها سكان الحي لحماية المغارة تمثل دعوة صريحة للتعاون بين المجتمع المدني والسلطات المعنية من أجل صون هذا المعلم، الذي قد يحمل في طياته إرثًا تاريخيًا قيّمًا. وفي النهاية، يبقى الأمل معقودًا على سرعة استجابة الجهات الرسمية، لضمان بقاء هذا الاكتشاف شاهدًا على تاريخ المنطقة وحافزًا لتنميتها.
وهيب قورصو
إرسال التعليق