عبد القادر مذكور /سعيدة
يعتبر من أعلام ولاية سعيدة، قضى عمره كله في تعليم و تلقين القرآن الكريم …..
الشيخ الحاج أحمد حدو الإمام والمجاهد
بقلم : عبد القادر مذكور مراسل الأمة العربية
تزخر ولاية سعيدة بالعديد من الشخصيات البارزة التي تركت أثرا طيبا في ذاكرة ساكنيها عبر أجيالها المتعاقبة وذلك في مختلف المجالات قبل وبعد الإستقلال لا سيما تلك التي ساهمت في ترسيخ القيم الدينية وتعاليم الإسلام السمحة ومقومات الهوية الوطنية من خلال التفاني في تعليم القرآن الكريم و اللغة العربية خاصة في فترة الإستعمار الفرنسي ومن هذه الشخصيات الشيخ الجليل أحمد حدو الملقب لدى عامة سكان سعيدة ب ” سيدي” وهو من مواليد تسابيت بمنطقة توات سنة 1920 أين حفظ القرآن الكريم و تلقى مبادئ اللغة العربية وأصول الفقه المالكي على يد مشايخ المنطقة .
الرحلة:
توجه وهو في ريعان شبابه و عمره لا يتجاوز 18 عاما إلى منطقة المشرية قادما إليها من توات ، حيث استقر بها لمدة عامين عكف خلالها على تعليم القرآن لدى ساكنة المنطقة .
الرحلة الثانية بين سفيزف ومسيد و هونت…
تنقل الشيخ الى كل من منطقة سفيزف وهونت ومسيد حيث واصل تدريسه القرآني هناك وتخرج على يده العديد من طلبة المنطقة و تزوج بالحاجة الكريمة خيرة بورزيڨ “خادمة الطلبة ” من قبيلة السحامدة بسفيزف ثم انتقل إلى سيدي بوبكر ، المدينة التي مكث بين أهلها ما يقارب 15 سنة و الذي أحب أهلها وأحبوه وتمسكوا به ونهلوا منه من مختلف علوم القرآن وفقهها وبعد إندلاع ثورة التحرير المجيدة انتقل إلى مدينة سعيدة التي إستقر بها بقية حياته والتي تميزت في بدايتها من فتحه مدرسة لتحفيظ القرآن الكريم وسط المدينة والتي مقرها الآن شارع شبلي مخطار وكانت مدرسته الثانية خلف السوق المغطاة وسط المدينة ثم عكف على التدريس قريبا من مقر سكنه بالحي الشعبي داودي موسى، تميزت الفترة الأولى بسعيدة بمشاركته في ثورة التحرير من خلال تكليفه بكتابة الرسائل ونقلها و توزيع النفقات على أرامل الشهداء.
إلقاء القبض على الشيخ المجاهد حدو أحمد رحمه الله .
ألقي القبض على الشيخ من طرف سلطات الإستعمار حيث تلقى مختلف أساليب التعذيب وحكم عليه بالسجن ولم يطلق سراحه إلا مع وقف إطلاق النار سنة 1962
بعد الاستقلال :
واصل الشيخ مهمته في تعليم القرآن وتحفيظه لأبناء ساكنة سعيدة بعد الاستقلال رغم تقلده منصب الامامة ضمن الدفعات الأولية وطنيا نهاية الستينات ولم تثنيه مهامه الوظيفية في المساجد التي عين فيها من تحقيق رغبته وشغفه بتعليم كتاب الله بتفان واخلاص الى أن وافته المنية يوم 17 اوت 2009 بمسجد عمر ابن الخطاب بحي الشعبي داودي موسى تاركا وراءه عدد كبير من حفظة كتاب الله من مختلف الأعمار منهم من تقلد أعلى المناصب في شتى القطاعات أبرزها في قطاع الشؤون الدينية والأوقاف ، ومنطقة سعيدة برمتها تشهد للشيخ رحمه الله بثقل ميراثه العلمي وعظيم الفضل الذي قدمه والذي سيستمر أثره زمنا طويلا مع تعاقب الأجيال من خلال العدد الكبير لتلامذته والذي فاق المئات الذين يواصلون رسالة شيخهم في تعليم كتاب الله عبر تراب الوطن .
الزاوية الطيبية و محطة أخرى في حياة الشيخ :
تولى الشيخ رحمه الله مهمة مقدم بالزاوية الطيبيةالقديمة بحي بودية وذلك بعد أن استخار الله تعالى لمعرفته بثقل الأمر ، أين عكف على ترسيخ وتلقين معالم الدين الحنيف ومكارم الأخلاق ومبادىء الطريقة الاصيلة القائمة على ذكر الله والتسامح الكرم والمحبة من خلال تنظيم جلسات الذكر والمواعظ واحياء المواسم وترك في هذه الزاوية أثرا جليلا على غرار الذين سبقوه في الزاوية .
أبناء الشيخ :
خلف الشيخ أحمد تسعة أبناء منهم ستة ذكور و ثلاث اناث منهم من أتم حفظ كتاب الله على يده وكلهم من زوجته الأولى حيث لم ينجب من زوجته الثانية الكريمة مازوري عائشة المعروفة ب “أمنا عائشة” والتي تزوجها الشيخ بعد وفاة زوجته الأولى سنة 2000 .
مناقبه :
عرف الشيخ رحمه الله بكثرة تلاوته للقرآن ليلا ونهارا وتواضعه واشتغاله بتلقينه للصغار والكبار رجالا ونساءا ، كان رحمه الله كثير البكاء خشوعا واقفا عند حدود الله ، كثير الصلاة فرضا ونافلة ، شديد الرأفة خادما للفقراء و الطلبة حليما كثير النصح لله واصلا لرحمه مهتما لشأن كل من يعرفه ، زاهدا في دنياه مقبلا على آخرته لا يتخلف عن مجالس الصلح بين الناس خاصة منها ما كان من نزاعات بين العروش حيث كان له في هذا الشأن كلاما مسموعا وجاها مقبولا وهو الى يومنا هذا يعرف بإسم”سيدي” علما أنه في حياته لم ينادي أحدا قط بإسمه مجردا إلا مضيفا إليه ” سيدي فلان “.
وفاته:
توفي الشيخ رحمه الله صبيحة يوم الإثنين 17 اوت 2009 المواقف ل 25 من شعبان سنة 1430 ببيته بمسجد عمر إبن الخطاب بحي داودي موسى وهو يتلو سورة ياسين مع بعض تلاميذته ودفن بمقبرة سيد الحاج عبد الكريم في جنازة مهيبة وجمع غفير من تلاميذته ومحبيه من مختلف تراب الوطن.
إرسال التعليق