مشاريع طموحة لتعزيز الأمن الغذائي: زيارة وزير الفلاحة إلى تيارت
في خطوة تعكس التزام الحكومة بتحقيق الاكتفاء الذاتي وتعزيز الأمن الغذائي، قام وزير الفلاحة والتنمية الريفية، يوسف شرفة، بزيارة ميدانية إلى ولاية تيارت. برفقة والي الولاية علي بوڨرة ورئيس المجلس الشعبي الولائي الوكال بخيرة، جال الوفد الوزاري على عدد من المشاريع الاستثمارية التي تهدف إلى دعم القطاع الزراعي وتعزيز البنية التحتية الفلاحية وفق توجهات المخطط الوطني للزراعات الاستراتيجية.
أولى محطات الزيارة كانت في بلدية حمادية، حيث أشرف الوزير على تدشين مركب تبريد تابع لمستثمر خاص. يمتد المشروع على مساحة 4500 متر مربع ويضم 24 غرفة تبريد، ما يوفر 40 فرصة عمل مباشرة لأبناء المنطقة. ويطمح القائمون على المركب إلى تحسين سعة التخزين لضمان استقرار العرض في السوق المحلية. في تصريحاته، أكد شرفة أن الدولة ستواصل مرافقة هذه المشاريع، مشيرًا إلى أن تيارت ستتمكن من تحقيق طاقة تخزينية تصل إلى مليون قنطار بحلول نهاية 2025، ما يعزز قدرتها على تلبية الطلب المحلي بشكل مستدام.
في محطة أخرى بقرية سي الحواس في بلدية السبعين، عاين الوزير مشروع إنشاء مركز جواري لتخزين الحبوب، والذي يعد جزءًا من سلسلة تضم 11 مركزًا يجري تنفيذها عبر مختلف بلديات الولاية. وعبّر شرفة عن رضاه عن تقدم الأشغال، متوقعًا استلام المركز بحلول ديسمبر المقبل. وأوضح أن هذه المشاريع تجعل من تيارت نموذجًا في مجال تخزين الحبوب، إذ تهدف الولاية إلى بلوغ طاقة تخزينية تقدر بخمسة ملايين قنطار قريبًا. كما لفت الوزير إلى أن الدولة أطلقت 350 مركزًا جواريًا لتخزين الحبوب على المستوى الوطني، بينها 189 مركزًا في مراحل إنجاز متفاوتة و110 مراكز على وشك الاكتمال.
توجه الوفد لاحقًا إلى مزرعة سي عبد الكريم ببلدية السبعين، حيث تابع شرفة عملية جني البطاطا وشارك في توزيع 42 عقد امتياز على شباب منطقة ثماد في بلدية سيدي عبد الرحمان. هذا المشروع، الذي بدأ في 2012 بمساحة 4120 هكتارًا، خُصص منه 1640 هكتارًا للشباب، تأكيدًا على حرص الدولة على دمج الجيل الجديد في النشاط الزراعي وتعزيز الإنتاج الوطني. في كلمته أمام المستفيدين، حثّ الوزير على استغلال هذه العقود للانطلاق في العمل الزراعي، مشيرًا إلى أهمية إنتاج القمح الصلب لتحقيق الاكتفاء الذاتي.
واختتمت الزيارة بتوقيع عقد نجاعة بين المدير العام للإنتاج الفلاحي ومدير المصالح الفلاحية في تيارت، يهدف إلى غرس 5000 هكتار من البطاطا، في خطوة من شأنها تعزيز إنتاج هذه المادة الحيوية. وأكد شرفة أن هذه المبادرات تأتي في إطار سياسة شاملة لتعزيز الإنتاج المحلي ومكافحة المضاربة، ما يضمن وصول المنتجات للمستهلكين بأسعار معقولة.
من خلال هذه الزيارة، يتجلى التزام الدولة بدعم القطاع الفلاحي، سواء عبر الاستثمار في البنية التحتية أو تمكين الشباب من دخول المجال الزراعي. كما تؤكد هذه الجهود أن الزراعة ليست مجرد نشاط اقتصادي، بل ركيزة أساسية لتحقيق الأمن الغذائي واستقرار السوق المحلية، ما يعكس رؤية وطنية طموحة تسعى إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي في مختلف المجالات الفلاحية.
وهيب قورصو
إرسال التعليق