جاري التحميل الآن

سي الهاشمي عصاد يُشيد بتجربة تدريس الأمازيغية من تيارت ويُحيي ذكرى المجاهد محمد إيدير آيت عمران

سي الهاشمي عصاد يُشيد بتجربة تدريس الأمازيغية من تيارت ويُحيي ذكرى المجاهد محمد إيدير آيت عمران

أبرز الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية، سي الهاشمي عصاد، خلال زيارة قام بها إلى ولاية تيارت هذا الثلاثاء، التطور الإيجابي الذي شهدته عملية تدريس اللغة الأمازيغية في الجزائر. واعتبر عصاد أن الجزائر تُعد نموذجًا رائدًا في هذا المجال، مُثنيًا على الإنجازات التي تحققت على المستوى الوطني في تعليم الأمازيغية.

جاءت تصريحات الأمين العام خلال إشرافه على فعالية إحياء الذكرى العشرين لرحيل المجاهد محمد إيدير آيت عمران، الذي كان أول رئيس للمحافظة السامية للأمازيغية. الحدث نُظّم في المتوسطة التي تحمل اسمه في بلدية تيارت، بحضور الأمين العام لولاية تيارت وعدد من ممثلي السلطات المحلية وفعاليات المجتمع المدني.

وأشار عصاد إلى أن تدريس الأمازيغية قطع “خطوات عملاقة”، مبرزًا التعاون الوثيق بين قطاع التربية في تيارت والمحافظة السامية. وأوضح أن الجهود المبذولة على المستوى المحلي أثمرت في تهيئة بيئة مناسبة لدعم تعليم الأمازيغية، داعيًا إلى استمرار العمل التحسيسي مع أولياء التلاميذ لضمان نجاح هذا المشروع التعليمي.

وفي سياق آخر، أكد عصاد على أهمية الاستمرارية في تطوير وتعزيز الأمازيغية، مستذكرًا الإرث الذي تركه المجاهد محمد إيدير آيت عمران. وقال إن المحافظة السامية للأمازيغية انطلقت على “قاعدة صلبة”، تجمع بين الروح الوطنية وتثمين الهوية الأمازيغية كجزء لا يتجزأ من الوحدة الوطنية، مشيرًا إلى أن هذه الجهود تُساهم في تعزيز تماسك المجتمع الجزائري.

تميّزت المناسبة بعدد من الفعاليات، من بينها تكريم الأساتذة الذين يُسهمون في تعليم الأمازيغية بولاية تيارت. كما تم تقديم أناشيد باللغة الأمازيغية وعرض فيلم وثائقي يُبرز المسيرة النضالية للراحل محمد إيدير آيت عمران، الذي ناضل ضد الاستعمار الفرنسي وكان من الشخصيات البارزة في الحركة الوطنية.

هذا، وشهدت الفعالية أيضًا تنظيم وقفة ترحم على روح المجاهد الراحل في مقبرة بلدية تيارت. وتُعد هذه المبادرة جزءًا من الجهود الرامية للحفاظ على إرثه وتعريف الأجيال الجديدة بإسهاماته الوطنية.

ولد محمد إيدير آيت عمران في 22 مارس 1924 ببلدية بني وصيف في ولاية تيزي وزو، ثم انتقل إلى ولاية تيارت حيث تلقى تعليمه الابتدائي في مدينة السوقر، قبل أن يُكمل تعليمه المتوسط في ولاية معسكر والثانوي في بن عكنون بالعاصمة الجزائر.

انخرط الراحل منذ شبابه في خلايا حزب الشعب الجزائري وشارك في الحركة الوطنية لمناهضة الاستعمار الفرنسي، ما أدى إلى اعتقاله من قبل سلطات الاحتلال. وبعد الإفراج عنه عام 1962، واصل نضاله من أجل ترقية الثقافة الأمازيغية، وشارك في بناء الدولة المستقلة، حيث تولى عدة مناصب في مؤسسات الدولة، من بينها والي ولايتي الشلف ومستغانم.

وفي مايو 1995، عُيّن آيت عمران كأول محافظ للمحافظة السامية للأمازيغية، وهو المنصب الذي شغله حتى وفاته في 30 أكتوبر 2004 عن عمر ناهز 80 سنة، تاركًا وراءه إرثًا غنيًا في الدفاع عن الهوية الوطنية وتعزيز التنوع الثقافي في الجزائر.

وهيب قورصو

إرسال التعليق