تيارت تحتفل بفرحة الفائزين في قرعة الحج للموسم المقبل: مشاعر إيمانية وأحلام تتحقق

في أجواء مفعمة بالرهبة والإيمان، عاشت بلدية تيارت اليوم لحظات من السعادة الغامرة، بعد إعلان نتائج قرعة الحج للموسم المقبل التي أقيمت بقاعة المكتبة المركزية في جامعة ابن خلدون بحي كرمان. وشهدت القاعة توافد المئات من المواطنين، الذين تجمعوا بقلوب يملؤها الشوق والتطلع إلى بيت الله الحرام، حيث أُعلن عن تخصيص 171 مقعدًا للحجاج من أبناء تيارت، إضافة إلى 57 مقعدًا آخرين ضمن القائمة الاحتياطية، من مجموع 4212 طلبًا قدمها أبناء البلدية في سعيهم لأداء الركن الخامس من أركان الإسلام.

مع لحظة إعلان الأسماء، علت أصوات التكبير والدعاء، وعمت القاعة موجة من الفرحة والشكر لله على تحقيق هذا الحلم الكبير، الذي ينتظره الكثيرون لسنوات طويلة. وبين تهليل الألسن وترقرق الدموع في العيون، صرح أحد الفائزين بنبرة تعكس شعوره الصادق قائلاً: “الحمد لله يا رب العالمين، الحمد لله! إن شاء الله ربي يوفقنا ونصل إلى بيت الله.” ولم يخف شعوره بتمني الخير للجميع، إذ أضاف: “إن شاء الله يوفق الجميع ويكتب لهم زيارة بيت الله”.

وفي ذات السياق، أعربت السيدة جلال حليمة، وهي من الأسماء التي وقع عليها الاختيار، عن مشاعر الامتنان العميق بقولها: “أحمد الله وأشكره، وأسأل الله أن يكتب لي زيارة بيت الله، وأن يسهل حج كل من نوى”. كان لحديثها تأثيرٌ قوي على من حولها، خاصة حين رددت دعاءً يُظهر آمالها الصافية في أن تتكلل رحلتها الروحية باليسر والسلامة، وأن يكون الحج تجربة تبعث الأمل والسلام في قلبها.

ومع تصاعد مشاعر التأثر بين الحاضرين، عبّر أحد الفائزين الآخرين عن دهشته وسعادته بهذه الفرصة الفريدة، قائلاً: “هذا أمر جديد بالنسبة لي، وأتمنى أن يكون خيراً”. يروي كلماته بمزيج من الحماس والترقب، بينما يعبر عن استعداده لبدء رحلة قد تغير مجرى حياته بأكملها.

ولم تخلُ القاعة من حديث الذكريات، حيث استذكر بعض الحاضرين، خلال مشاركتهم فرحة الفوز، التحديات والمصاعب التي مروا بها في حياتهم، حتى وصلوا إلى هذا اليوم. فقد قال أحدهم: “نجوت من مواقف صعبة، وكان لدي إحساس بأن الله معي دائمًا. الحمد لله، يا رب”. كانت كلماته تحمل قوة الإيمان والثقة، مشيرة إلى يقينه بأن الله يكتب له الخير في كل خطوة من خطواته.

وفي ختام هذه المناسبة السعيدة، ارتفعت أيدي الحاضرين بالدعاء، أملاً أن يحفظ الله الفائزين وأن يرزقهم حجاً مبروراً وسعياً مشكوراً. وعبرت إحدى السيدات عن دعائها وتمنياتها الطيبة، بقولها: “الله يحفظكم جميعاً، والله يجعل لنا نصيباً في الخير”، متمنية للجميع التوفيق في حج هذا العام، وأن يشمل الله بفضله كل من يطمح في هذه الرحلة المباركة.

بهذا، اختتمت مراسم القرعة وسط حالة من البهجة الغامرة والأمل، داعين الله أن يكون هذا الموسم بداية لرحلة روحانية مليئة بالبركة والخير للجميع.

وهيب قورصو