طفولة تحت الأنقاض في يومها العالمي
غزة تبكي أطفالها
في الأول من جوان، يطلّ العالم علينا بابتسامة مصطنعة وهو يحتفل بـ اليوم العالمي للطفولة، ذلك اليوم الذي يُفترض أن يكون مناسبة للفرح، للاحتفاء بالبراءة، بالأمل المتجسد في عيون الصغار. تُنشد المدارس أناشيد الطفولة، تُوزّع الهدايا، تُعلّق البالونات… ولكن، في مكانٍ ما على هذه الأرض، هناك طفولة تُدفن بصمت تحت الركام.
في غزة، حيث تحوّل العدوان إلى يوميّات دامية، لا يحتفل الأطفال بهذا اليوم. بل ينتظرون فقط أن ينجو أحدهم من الغارة القادمة. في غزة، الطفولة لا تملك لعبًا، بل جراحًا، لا تحلم بالعيد، بل بالخلاص من تحت الأنقاض. هناك، لا تُعلّق صور الأمل، بل صور الشهداء… وجميعهم أطفال.
أين هي حقوق الطفل؟
يُقال إن للطفل حقًا في الحياة، في التعليم، في الحماية، في الغذاء والدواء، وفي اللعب والضحك والنمو في بيئة آمنة. لكن، هل تجرؤ القوانين الدولية اليوم على دخول غزة لترى كيف تُنتهك هذه الحقوق بكل ما تحمله الكلمة من وحشية؟
أي معنى لـ “اتفاقية حقوق الطفل” حين يتحوّل جسد الطفل الفلسطيني إلى هدف عسكري؟
أي احترام لـ “الضمير الإنساني” حين يرى العالم صور الرضع مكفّنين ولا يتحرك؟
لقد صار الموت رفيقًا للطفولة في غزة، صار المشهد اليومي طفل يُنتشل من بين الركام، آخر يبحث عن عائلته التي مزقتها القذائف، وثالثٌ لا يجد سوى الصمت جوابًا على سؤاله: لماذا نحن؟
نداء للضمير الإنساني
لا يجوز أن يمر هذا اليوم مرور الكرام. لا يليق بالإنسانية أن تحتفل بطفولتها وتغض الطرف عن أطفال يُذبحون دون ذنب.
لقد آن الأوان أن يُقال ما يجب أن يُقال:
أوقفوا المجزرة ،أوقفوا هذا الصمت القاتل، أوقفوا ،ازدواجية المعايير.
في يوم الطفولة، لا نريد زينةً ولا شعاراتٍ جوفاء. نريد فقط أن يعيش الأطفال بسلام. نريد أن يرى العالم الحقيقة كما هي، غزة اليوم لا تحتاج الحلوى، بل العدالة،لا تحتاج الأغاني، بل الحماية، لا تحتاج الصمت، بل صوتكم.
إن مات الضمير… ماتت الطفولة
لا تكتبوا لنا بيانات الشجب، بل اكتبوا أسماء القتلة.
لا تقولوا إنكم عاجزون، فالعجز الأكبر هو أن تتوقفوا عن الشعور.
وفي هذا اليوم، لا نسأل الكثير، فقط نريد للطفولة أن تبقى حيّة، أن تبقى ممكنة، أن تبقى حقًا لا حلمًا.
فإن مات الضمير، ماتت الطفولة… ومات الإنسان.
بقلم: أمينة شارف
إرسال التعليق