“طوفان الأقصى”… ملحمة مقاومة هزّت ضمير العالم وكشفت عورات الصامتين
في السابع من أكتوبر عام 2023، دوّى صوت غير معتاد من قلب غزة، صوتُ عملية عسكرية مباغتة أطلقتها فصائل المقاومة الفلسطينية تحت اسم “طوفان الأقصى”، لتبدأ مرحلة جديدة في الصراع مع الاحتلال الصهيوني، مرحلة عنوانها المبادرة والصدمة، ونتيجتها زلزال سياسي وأخلاقي امتد أثره إلى العواصم العربية والعالمية.
لم تكن العملية مجرد ردٍّ عسكري، بل كانت لحظة فارقة كشفت حجم الفجوة بين نبض الشعوب ومواقف الأنظمة. فقد خرجت الشعوب العربية والإسلامية في مظاهرات داعمة لفلسطين، عبّرت عن غضبها وحزنها وكرامتها الجريحة، بينما بقيت الأنظمة حبيسة بيانات الإدانة، مترددة بين التنديد الصامت والعجز المتكرر، بل وفي أحيانٍ كثيرة، تواطأت بالصمت مع الجرائم المرتكبة في حق أهل غزة.
مع مرور أكثر من عام ونصف على بداية العملية الاحتلال يمارس أبشع الجرائم: قتل، تهجير، تجويع، تدمير… فيما لا تملك الدول العربية ولا الهيئات الدولية سوى الصمت، أو التصريحات الباهتة التي لا تُطعم جائعًا ولا تحمي طفلًا. لا مساعدات حقيقية، لا حماية، لا تدخلات جادة. غزة تُذبح والعالم يُشاهد.
غير أن هذا الطوفان، بكل مآسيه، حرّك الضمير العالمي ولو تدريجيًا. بدأت صور الضحايا تصل إلى الشاشات، وكشفت الهمجية الصهيونية المدعومة أمريكيًا عن وجهها الحقيقي. ومع صمود أهالي غزة وثباتهم الأسطوري، بدأت الصورة تتبدل في الرأي العام العالمي، لصالح المقاومة وقضية الشعب الفلسطيني.
رغم القصف والجوع والخذلان، لم تنكسر غزة. بقيت وحدها، لكن واقفة. تقاوم، وتُربك، وتُثبت للعالم أن الإرادة لا تُقهر مهما اشتدت العواصف. وتخلى عنها الكل، هذه الملحمة لم تنتهِ بعد، بل هي فصلٌ من صراع طويل، عنوانه الإيمان بالحق، واليقين بأن النصر ليس بعيدًا.وشعارهم :
“إنه لجهاد، نصر أو استشهاد”… الله مع غزة.. ومع الحق، ولن يضيعها بإذنه تعالى.
بقلم : الصحفي محمد محدادي
إرسال التعليق