في يوم الشهيد: “تيارت تكتب ملحمة جديدة من الوفاء.. تكريم للتضحيات وتدشين للمشاريع”
في أجواء مفعمة بمشاعر الوفاء والعرفان، احتضنت ولاية تيارت مراسم إحياء اليوم الوطني للشهيد المصادف للثامن عشر فبراير، حيث تجلت روح الوفاء لتضحيات الشهداء الأبرار في سلسلة من النشاطات والفعاليات المتنوعة التي أقيمت بهذه المناسبة الوطنية العزيزة على قلوب الجزائريين.
وقد أشرف والي الولاية، السيد سعيد خليل، على مراسم إحياء هذه الذكرى الخالدة في بلدية عين الذهب، وسط حضور لافت للسلطات المحلية والعسكرية وممثلي المجتمع المدني، إلى جانب أسرة الثورة التحريرية المجيدة. وفي هذا الإطار، شهدت روضة الشهداء، التي خضعت لعملية ترميم شاملة، مراسم رفع العلم الوطني وعزف النشيد الوطني في لحظات مهيبة عكست عمق الارتباط بقيم الثورة ومبادئها السامية.
ولعل أبرز ما ميز هذه الاحتفالية هو ذلك المزج بين إحياء الذكرى وتدشين المشاريع التنموية، حيث تم افتتاح مقر قسمة المجاهدين بعد إعادة تأهيله. وفي لفتة وفاء مؤثرة، جرى تكريم أرملة الشهيد حكوم محمد، السيدة دحام فاطمة، تقديراً للتضحيات الجسام التي قدمها زوجها في سبيل عزة الوطن وكرامته.
وامتداداً لهذه الفعاليات، شهدت المناسبة وضع حجر الأساس لمشروع المسبح الجواري في بلدية عين الذهب، في خطوة تعكس الاهتمام بتطوير المرافق الرياضية وتوفير فضاءات ترفيهية للشباب. وفي هذا السياق، شدد الوالي على ضرورة الإسراع في وتيرة الإنجاز مع الحرص على احترام المعايير التقنية المطلوبة.
وفي إطار تحسين الظروف المعيشية للمواطنين، تم خلال هذه المناسبة توزيع دفعة معتبرة من إعانات البناء الريفي وعقود التجزئات الاجتماعية، حيث استفادت عدة بلديات من هذه العملية التي شملت 218 إعانة للبناء الريفي و325 عقداً للتجزئات الاجتماعية. وقد مست هذه العملية بلديات السبعين، مدريسة، تيدة، والسوقر، مما يعكس التوجه نحو تعزيز التنمية المحلية وتحسين الإطار المعيشي للمواطنين.
واختتمت فعاليات هذا اليوم التاريخي بتفقد قاعة العلاج مصطفاوي الناصر في بلدية النعيمة، حيث تم إطلاق نظام المناوبة في هذا المرفق الصحي الهام، في خطوة تهدف إلى تحسين الخدمات الصحية المقدمة لسكان المنطقة.
وخلال هذه المناسبة، أكد الأمين الولائي لمنظمة المجاهدين، السيد شطاح جلول، أن إحياء ذكرى اليوم الوطني للشهيد يشكل محطة هامة لتجديد العهد مع قيم الثورة التحريرية المجيدة، مشدداً على ضرورة غرس هذه القيم في نفوس الأجيال الصاعدة.
إن هذه المناسبة الوطنية، بما حملته من رمزية عميقة ونشاطات متنوعة، تؤكد مجدداً على أن ذكرى الشهداء ستظل حية في وجدان الشعب الجزائري، وأن تضحياتهم ستبقى نبراساً يضيء درب الأجيال في مسيرة البناء والتطور. كما تجسد هذه الفعاليات التزام الدولة بمواصلة مسيرة التنمية وتحسين الظروف المعيشية للمواطنين، وفاءً لتضحيات الشهداء الأبرار الذين ضحوا بأرواحهم من أجل عزة الوطن وكرامته.
وهيب قورصو
إرسال التعليق