ندوة لتقييم التحول الرقمي بقطاع التربية الوطنية بمقاطعة محمد آيت عمران
في إطار الجهود المتواصلة لتحديث قطاع التربية والتعليم، احتضنت متوسطة محمد آيت عمران بالمقاطعة الإدارية الثالثة يوم 19 نوفمبر 2024 ندوة هامة خصصت لتقييم التحول الرقمي. جاءت هذه المبادرة تحت إشراف السيد بلفضيل مصطفى، مفتش المقاطعة، وبحضور مجموعة من مفتشي المواد ومديري المدارس الابتدائية ومساعديهم، إضافة إلى أساتذة التعليم الابتدائي التابعين للمقاطعة. وقد سجلت الندوة حضور السيد عبد الرحمن بلقاسمية، الأمين العام لمديرية التربية، ممثلًا عن مدير التربية.
خلال هذه الندوة، تم التطرق إلى عدد من الإنجازات التي تحققت بفضل الرقمنة، حيث أشار المتدخلون إلى المكاسب التي شهدها القطاع جراء الانتقال من الإجراءات الورقية التقليدية إلى الأنظمة الرقمية. تمثلت هذه المكاسب في تسهيل تسجيل التلاميذ عبر منصات إلكترونية، إصدار كشوف النقاط إلكترونيًا، وتطوير برامج محلية تلبي احتياجات القطاع دون الحاجة إلى الاستعانة ببرمجيات خارجية باهظة التكلفة. وقد عززت هذه الجهود من الشفافية من خلال نشر نتائج الامتحانات بشكل علني وسريع عبر الإنترنت، مما ساهم في ضمان المساواة بين جميع الأطراف المعنية.
ورغم هذه الإنجازات التي مثلت قفزة نوعية في تحسين التسيير الإداري، فإن النقاشات كشفت عن وجود تحديات ملحوظة ما زالت تعيق تحقيق الرقمنة الكاملة في القطاع. كان من بين هذه التحديات غموض بعض المناشير المنظمة، مما أدى إلى حالة من الإرباك في تطبيق الإجراءات، إضافة إلى مشاكل تقنية مرتبطة ببطء استجابة الأنظمة أثناء فترات الذروة. وللتغلب على هذه العقبات، اقترح المشاركون تحسين البنية التحتية الرقمية، وزيادة كفاءة الخوادم المستخدمة، فضلًا عن إطلاق حملات توعية وتدريب تهدف إلى تعريف الموظفين والمعلمين بطريقة استخدام الأنظمة الحديثة.
كما لم تقتصر النقاشات على استعراض التحديات الحالية، بل تضمنت أيضًا استشراف آفاق جديدة لتطوير الرقمنة. تم اقتراح رقمنة عمليات إضافية، مثل إدارة النقل المدرسي من خلال تطبيقات مخصصة، ورقمنة عملية التوظيف بهدف زيادة الشفافية والحد من الأخطاء، بالإضافة إلى إنشاء أنظمة رقمية موجهة لتسيير الهياكل المدرسية بشكل فعال وسريع.
وفي سياق متصل، تناول الحاضرون أهمية الأمن المعلوماتي لحماية البيانات الرقمية التي أصبحت محورًا أساسيًا في عمل المؤسسات التربوية. وشددوا على ضرورة تعزيز معايير الأمان من خلال فرض استخدام كلمات مرور قوية، والاعتماد على برامج مرخصة وآمنة، وتنظيم ورشات تدريبية لتوعية المستخدمين بأهمية حماية البيانات. وقد أشار المتدخلون كذلك إلى أهمية تحسين وسائل الإعلام الرقمي وضمان وضوح الرسائل الموجهة عبر المنصات الإلكترونية لتفادي سوء الفهم أو التأخير في تنفيذ الإجراءات.
تُعد هذه الندوة بمثابة خطوة أولى في سلسلة من الملتقيات التي تخطط وزارة التربية لتنظيمها على المستويات الولائية والجهوية والوطنية. وتهدف هذه الملتقيات إلى تقييم التحول الرقمي بشكل شامل، ورصد الإنجازات والتحديات على نطاق أوسع، وذلك في إطار رؤية استراتيجية تهدف إلى تحسين وتطوير عمليات الرقمنة في القطاع التعليمي.
هذه المبادرات تؤكد على أهمية الرقمنة كأداة أساسية لتطوير قطاع التربية، وتحسين جودة الخدمات المقدمة لكل من التلاميذ والأولياء، فضلًا عن تسهيل مهام العاملين في المؤسسات التعليمية. ومن خلال تضافر الجهود على المستويات المحلية والوطنية، يمكن الوصول إلى نموذج تعليمي حديث يعتمد على التكنولوجيا كركيزة لتحقيق أهداف التنمية المستدام.
وهيب قورصو
إرسال التعليق