والي تيارت يشرف على غرس 1000 شجرة احتفاءً باليوم العالمي للغابات”

أشرف والي ولاية تيارت، السيد “سعيد خليل”، على فعاليات إحياء اليوم الدولي للغابات الذي يصادف 21 مارس من كل عام، وذلك في أجواء مفعمة بالحيوية والنشاط على مستوى غابة الدولة تيارت – قطعة ڨزول. حيث حمل الاحتفال هذا العام شعار “الغابات والأغذية” تأكيداً على الدور الحيوي الذي تلعبه الغابات في تحقيق الأمن الغذائي العالمي.

وقد شهد هذا الحدث البيئي المهم حضوراً رسمياً وشعبياً لافتاً، حيث تواجد إلى جانب الوالي كل من الوالي المنتدب لقصر الشلالة السيد “توفيق داودي”، فضلاً عن السلطات المحلية وإطارات محافظة الغابات وفعاليات المجتمع المدني.

وفي كلمته بالمناسبة، شدد والي الولاية على ضرورة استثمار المساحات الخضراء لخدمة المواطنين من خلال تطوير مرافق ترفيهية تستقطب العائلات، مؤكداً في الوقت ذاته على أهمية تضافر الجهود وتعزيز العمل الجماعي من أجل حماية البيئة والحفاظ على الثروة الغابية التي تُعد رئة الطبيعة ومصدراً للتوازن البيئي.

وبهذا الصدد، وجه السيد الوالي دعوة خاصة لإطارات محافظة الغابات لبذل المزيد من الجهود للتصدي لظاهرة حرائق الغابات التي تشكل تهديداً حقيقياً للثروة الغابية، مناشداً في الوقت نفسه المواطنين ومختلف تنظيمات المجتمع المدني للانخراط بفعالية في مساعي حماية البيئة.

وفي سياق متصل، كشف والي الولاية خلال هذه المناسبة عن استمرار التحضيرات لإعادة إحياء صالون الفرس بالولاية، مشيراً إلى ما يكتسيه هذا الحدث من أهمية بالغة في تنشيط السياحة المحلية والحفاظ على الموروث الثقافي الأصيل الذي تزخر به المنطقة.

وعلى هامش هذه الاحتفالية، تم تنظيم عدة نشاطات متنوعة، حيث قدمت الفرق المختصة في حماية الغابات استعراضاً للوسائل والآليات المستخدمة في مكافحة الحرائق، كما قدم أعوان الغابات والحماية المدنية عروضاً تعريفية بدورهم المحوري في الحفاظ على الثروة الغابية.

ومن جهة أخرى، أمتع نادي فرسان أولاد الأمير عبد القادر الحضور بعروض مميزة في رياضة الفروسية، عكست الارتباط الوثيق بين الإنسان والطبيعة والخيل في ثقافة المنطقة.

وتجسيداً للشعار البيئي للمناسبة، أشرف السيد الوالي على إطلاق حملة لغرس 1000 شجرة من أنواع الصنوبر الحلبي والسرو الأخضر والدردار، وهي أصناف تتميز بقدرتها على التكيف مع الظروف المناخية للمنطقة.

واختتمت الفعاليات بتكريم مجموعة من إطارات محافظة الغابات تقديراً لجهودهم المتواصلة في الحفاظ على الثروة الغابية، كما تم توزيع شهادات وهدايا على المتفوقين في مختلف المسابقات البيئية التي نظمت بالمناسبة، بالإضافة إلى تكريم أصحاب المراتب الأولى في مسابقة القدرة والتحمل في رياضة الفروسية التي نظمتها جمعية فرسان أولاد الأمير عبد القادر.

تجدر الإشارة إلى أن إحياء اليوم الدولي للغابات يأتي في إطار استراتيجية وطنية متكاملة تهدف إلى تعزيز الوعي البيئي وتشجيع المجتمع على المحافظة على الغابات، من خلال تكثيف حملات التوعية والتحسيس، ومواصلة عمليات التشجير بإشراك مختلف شرائح المجتمع، لا سيما فئة الشباب والطلبة، باعتبارهم الركيزة الأساسية في بناء مستقبل بيئي مستدام.

ولعل ما يميز هذا العام هو تسليط الضوء على العلاقة الوثيقة بين الغابات والأغذية، حيث تلعب الغابات دوراً محورياً في تحقيق الأمن الغذائي، من خلال توفير العديد من المنتجات الغذائية وحماية التنوع البيولوجي، فضلاً عن دورها في توفير مصادر الرزق لملايين البشر حول العالم.

وفي ظل التحديات البيئية المتزايدة التي يشهدها العالم، وعلى رأسها ظاهرة التغير المناخي، تبرز أهمية مثل هذه المبادرات في ترسيخ ثقافة بيئية مستدامة، قائمة على التوازن بين متطلبات التنمية وضرورات الحفاظ على البيئة والموارد الطبيعية للأجيال القادمة.

وهيب قورصو