“ولاية تيارت تحصد المركزين الأول والثاني في مسابقة تاج القرآن الكريم”

شهد المركز الدولي للمؤتمرات مساء الجمعة الموافق لـ 28 مارس 2025 حدثاً قرآنياً مميزاً، حيث اختُتمت فعاليات الطبعة الرابعة عشرة من مسابقة “تاج القرآن” في أجواء إيمانية عطرة. وقد أسفرت المنافسة التي نظمتها قناة القرآن الكريم للتلفزيون الجزائري عن تتويج ستة متسابقين من أصل أربعة وعشرين متأهلاً للمرحلة النهائية.

وفي تفاصيل النتائج النهائية، برزت المتسابقة نوال بن يزة من ولاية الشلف متصدرةً فئة الإناث، تلتها في المرتبة الثانية بسملة بن عبيزة من ولاية معسكر، بينما حلّت أسماء بلطاس من ولاية جيجل في المركز الثالث. أما في فئة الذكور، فقد حقق القارئ إلياس رحال من ولاية تيارت المركز الأول، وجاء مواطنه عبد الرحمن طاوش من نفس الولاية في المرتبة الثانية، في حين نال سفيان تمجرت من ولاية غرداية المرتبة الثالثة.

وبهذا الإنجاز المشرّف، سجلت ولاية تيارت حضوراً لافتاً باحتلال أبنائها للمركزين الأول والثاني في فئة الذكور، مما يعكس المستوى المتميز لحفظة القرآن الكريم في هذه الولاية والاهتمام الكبير الذي توليه للعناية بكتاب الله.

وقد تميزت الحفل الختامي للمسابقة بحضور رسمي رفيع المستوى، حيث شارك في التكريم كل من السيد إبراهيم بوغالي رئيس المجلس الشعبي الوطني، والسيد كمال سيدي السعيد المستشار لدى رئيس الجمهورية المكلف بالمديرية العامة للاتصال، بالإضافة إلى وزير الاتصال محمد مزيان، ووزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة السيدة صورية مولوجي، وعميد جامع الجزائر الشيخ محمد المأمون القاسمي الحسني.

وفي كلمته خلال الحفل، أشاد وزير الشؤون الدينية والأوقاف السيد يوسف بلمهدي بالجهود المبذولة من قبل القطاع في خدمة كتاب الله وحفظته، مؤكداً على الدعم المستمر من قبل رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون لمختلف المبادرات القرآنية. كما استعرض الوزير أبرز إنجازات القطاع، منها إصدار مصحف “رودوسي” الذي طُبع بمناسبة الذكرى الستين للاستقلال في نسخة مدققة، ومصحف الجزائر بالخط المبسوط، فضلاً عن إطلاق مصحفين إلكترونيين مؤخراً هما “مصحف الجزائر الإلكتروني” و”مصحف الجزائر للمكفوفين”.

وأضاف بلمهدي أن الجهود شملت أيضاً إصدار المصحف الأمازيغي، وإدراج التفاسير بلغات دول الساحل الإفريقي، والمصحف المشترك بين الإذاعة الوطنية والوزارة لأول مرة، والذي سيتم اعتماده بداية من الأسبوع المقبل.

ومن جهة أخرى، شكّل تكريم حفظة القرآن الكريم من ذوي الهمم لحظة مؤثرة في الحفل، حيث حظي المتفوقون من هذه الفئة باهتمام خاص. وفي هذا السياق، قامت شركة موبيليس، الراعي الرسمي للمسابقة، بتخصيص مبالغ مالية معتبرة ورحلات عمرة إلى البقاع المقدسة للفائزين الخمسة الأوائل من فئة الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، مع توفير رحلات عمرة إضافية لمرافقيهم، في لفتة إنسانية تعكس التكافل الاجتماعي والدعم المعنوي لهذه الشريحة المهمة.

وللإشارة، فقد شهدت المسابقة مشاركة أكثر من 257 طفلاً من ذوي الاحتياجات الخاصة من مختلف ولايات الوطن، توزعوا كالآتي: 133 طفلاً من ذوي الإعاقة الذهنية، و64 طفلاً من ذوي الإعاقة البصرية، و40 طفلاً من ذوي الإعاقة السمعية، و7 أطفال من ذوي الإعاقة الحركية، بالإضافة إلى 13 طفلاً من مراكز الطفولة المسعفة. وقد قامت اللجنة المشرفة على المسابقة، التي ضمت نخبة من الأئمة والمشايخ، باختيار أربعة متسابقين من ذوي الاحتياجات الخاصة المسجلين في المدارس والمؤسسات المتخصصة بمختلف أنواع الإعاقة، ومتسابق واحد من مؤسسات الطفولة المسعفة للتكريم في الحفل الختامي.

وبذلك تسدل الستار على فعاليات هذه الطبعة المميزة من مسابقة “تاج القرآن”، التي جسدت حرص الدولة الجزائرية على الاهتمام بكتاب الله وحفظته من مختلف فئات المجتمع، وعززت مكانة القرآن الكريم في المنظومة الثقافية والتربوية للبلاد. كما أبرزت المسابقة المواهب القرآنية المتميزة التي تزخر بها مختلف ولايات الوطن، وسلطت الضوء على الإنجازات المتتالية في مجال الخدمة القرآنية والعناية بالمصحف الشريف.

وهيب قورصو ​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​