جاري التحميل الآن

​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​ مديرية الحماية المدنية لولاية تيارت تكثف جهودها خلال شهر رمضان المبارك

​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​ مديرية الحماية المدنية لولاية تيارت تكثف جهودها خلال شهر رمضان المبارك

منذ بداية شهر رمضان الفضيل كثفت مصالح الحماية المدنية نشاطاتها ، حيث سخرت كافة إمكاناتها البشرية والمادية لتأمين سلامة المواطنين وتعزيز الوعي الوقائي. وفي هذا السياق، كشف مصدر مسؤول بالمديرية أن الحملات التوعوية والتدخلات الميدانية شهدت ارتفاعًا ملحوظًا خلال الأيام الأولى من الشهر الكريم.

وبحسب المعلومات التي تحصلنا عليها، فقد باشرت مديرية الحماية المدنية بتيارت استراتيجية شاملة تجمع بين العمل التوعوي والتدخلي، حيث انطلقت سلسلة من الحملات التحسيسية عبر مختلف نقاط المراقبة المنتشرة على الطرق الوطنية. وفي هذا الإطار، نظمت الوحدة الثانوية للحماية المدنية وقفات توعوية على محور الطريق الوطني رقم 14، وتحديدًا عند مقر الأمن الوطني ببلدية مدروسة، بالإضافة إلى نقطة أخرى على مستوى الطريق الوطني رقم 120 عند المدخل الشمالي لمدينة قصر الشلالة.

وتجدر الإشارة إلى أن هذه الحملات جاءت تحت شعار “صيامك عبادة وسياقتك مسؤولية”، وهو ما يعكس حرص المديرية على ربط مفهوم السلامة المرورية بالقيم الروحية للشهر الفضيل. وأوضح المصدر ذاته أن هذه المبادرات التوعوية تهدف بالدرجة الأولى إلى تقليص حوادث المرور التي غالبًا ما تزداد وتيرتها خلال شهر رمضان بسبب التعب والإرهاق الناجمين عن الصيام، خاصة في أوقات الذروة قبيل موعد الإفطار.

ومن جهة أخرى، لم تقتصر جهود مديرية الحماية المدنية على الجانب المروري فحسب، بل امتدت لتشمل التوعية الصحية والوقائية. فقد نظمت المديرية سلسلة من الدروس التحسيسية حول مخاطر التسمم بغاز أحادي أوكسيد الكربون، استهدفت موظفي المؤسسات التربوية ومراكز التكوين المهني. كما تضمنت هذه الدروس شروحات مفصلة حول كيفية تقديم الإسعافات الأولية في حالات الطوارئ، مما ساهم في رفع مستوى الوعي الصحي بين أوساط المستفيدين.

وبالتوازي مع الأنشطة التوعوية، سجلت مصالح الحماية المدنية بتيارت عدة تدخلات ميدانية هامة خلال الأيام الماضية. فقد تدخلت الوحدة الرئيسية في حادث خطير تمثل في انقلاب شاحنة صهريج محملة بـ 17 طنًا من غاز البوتان على مستوى الطريق الوطني رقم 23. وقد تمكن أعوان الحماية المدنية من تأمين المنطقة والحيلولة دون وقوع كارثة محتملة، وذلك بفضل السرعة في الاستجابة والتنسيق المحكم مع مختلف المصالح الأمنية.

علاوة على ذلك، تدخلت ذات المصالح في عدة حوادث تصادم شهدتها طرق الولاية، أسفرت عن إصابات متفاوتة الخطورة وللأسف بعض الوفيات. وقد تم نقل جميع المصابين إلى المؤسسات الصحية المختصة لتلقي العلاج اللازم، فيما تم تسخير كافة الإمكانيات اللوجستية لفك الاختناق المروري وتسهيل حركة السير.

وتجدر الإشارة إلى أن هذه التدخلات تمت بالتنسيق الوثيق مع عناصر الدرك الوطني ومصالح الأمن، في إطار استراتيجية متكاملة تهدف إلى تعزيز الأمن العام وحماية الأرواح والممتلكات. وهو ما يؤكد نجاعة التنسيق المشترك بين مختلف الأجهزة الأمنية على مستوى الولاية.

وإلى جانب ذلك، استغلت مديرية الحماية المدنية أجواء شهر رمضان لتنظيم أنشطة مجتمعية متنوعة. فقد أقامت الوحدة الثانوية بدائرة فرندة أبوابًا مفتوحة بمناسبة اليوم العالمي للحماية المدنية، عرضت خلالها مختلف المعدات والتجهيزات المستخدمة في عمليات التدخل والإنقاذ. كما نظمت مناورات تطبيقية حول كيفية التعامل مع حالات الطوارئ المختلفة، وذلك بمشاركة عدة جمعيات محلية على غرار جمعية البشائر لأطفال التوحد والتريزوميا، بالإضافة إلى الجمعية الجزائرية للهلال الأحمر.

ومن المبادرات اللافتة للانتباه، مشاركة المديرية في الأيام التكوينية للحجاج، حيث قدم إطارات المديرية مجموعة من النصائح والإرشادات المتعلقة بالسلامة والوقاية أثناء أداء مناسك الحج. وقد جاءت هذه المبادرة بالتعاون مع أئمة المساجد، في إطار الاستعداد لموسم الحج المقبل، مما يعكس الدور المتكامل للحماية المدنية في تأمين المواطنين حتى خارج حدود الوطن.

وتجسيدًا لروح التضامن التي تميز الشهر الفضيل، نظمت مديرية الحماية المدنية مأدبة إفطار جماعي حضرها منتسبو القطاع ومسؤولون محليون. وقد شكلت هذه المبادرة فرصة لتعزيز أواصر التلاحم بين مختلف مكونات المديرية وترسيخ روح الانتماء المهني، في أجواء من الألفة والتآزر.

 تبرز هذه الأنشطة المتنوعة الدور المحوري الذي تلعبه مديرية الحماية المدنية بولاية تيارت في الحفاظ على سلامة المواطنين، من خلال مقاربة شاملة تجمع بين التوعية والوقاية والتدخل. وهو ما يؤكد أن المديرية تسير وفق استراتيجية متكاملة تهدف إلى تحقيق الأمن الشامل للمواطنين، مع مراعاة خصوصية شهر رمضان الكريم وما يتطلبه من إجراءات استثنائية لضمان مرور الشهر الفضيل في أحسن الظروف.​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​

وهيب قورصو 

إرسال التعليق