مأدبة إفطار رمضانية ترسم البسمة على وجوه الأيتام في تيارت
في مبادرة إنسانية نبيلة عكست أسمى معاني التضامن والتآزر خلال شهر رمضان المبارك، نظمت الجمعية الخلدونية مساء الثلاثاء ، حفل إفطار خيري لفائدة الأطفال الأيتام من بلديتي بوقارة وتوسنينة بولاية تيارت. وقد جاءت هذه المبادرة في إطار سلسلة الأنشطة التضامنية التي تشهدها الولاية خلال الشهر الفضيل.
وتميزت هذه الفعالية الخيرية بإشراف مباشر من مديرية السياحة والصناعة التقليدية لولاية تيارت، حيث تجندت مختلف الهيئات والمؤسسات المحلية لإنجاح هذه المبادرة، على غرار غرفة الصناعات التقليدية والحرف، و بالتعاون مع وكالتي “امبارك” و”وهراني” للسياحة والأسفار، بالإضافة إلى المكتب الولائي لجمعية كافل اليتيم.
ولعل أبرز ما ميز هذا اللقاء الرمضاني هو تلك الأجواء العائلية الدافئة التي غمرت المكان، حيث استمتع الأطفال الأيتام بوجبة إفطار متكاملة في أجواء مفعمة بالبهجة والفرح، كما تلقوا هدايا رمزية أدخلت السرور إلى قلوبهم الصغيرة. وقد بدت ملامح السعادة واضحة على وجوه هؤلاء الأطفال الذين وجدوا في هذه المبادرة متنفساً لهم من ضغوط الحياة.
من جانبه، أكد السيد تواب الزواوي، مدير السياحة والصناعة التقليدية بالولاية، أن هذه المبادرة تأتي ضمن استراتيجية متكاملة تهدف إلى تعزيز قيم التكافل الاجتماعي وإدماج الفئات الهشة في المجتمع. مشيراً إلى أن الوزارة تولي اهتماماً خاصاً بمثل هذه النشاطات التي تجمع بين البعد الإنساني والاجتماعي.
وبدوره، أعرب السيد جلاب العربي، رئيس المكتب الولائي لجمعية كافل اليتيم، عن شكره العميق للجمعية الخلدونية وكافة الشركاء على هذه المبادرة الطيبة، مؤكداً أنها ستترك أثراً إيجابياً في نفوس الأطفال الأيتام. كما دعا مختلف الفاعلين في المجتمع المدني إلى تكثيف مثل هذه المبادرات التضامنية، خاصة خلال المناسبات الدينية.
وقد حضر هذا الحفل الخيري عدة شخصيات فاعلة في المجتمع المحلي، على رأسهم السيد ميلودي منصوري، مدير دار الغرفة التقليدية، إضافة إلى عدد من ممثلي المؤسسات الرسمية والجمعيات المحلية، الذين أجمعوا على أهمية مثل هذه المبادرات في تعزيز الترابط الاجتماعي وإدخال الفرحة على قلوب الأطفال المحرومين.
وفي ختام هذا اللقاء التضامني، عبّر الأطفال المستفيدون عن سعادتهم الغامرة بهذه اللفتة الكريمة، وقدموا أناشيد وقصائد شعرية نالت استحسان الحاضرين، كما التقطت صور تذكارية جماعية خلدت هذه اللحظات الإنسانية المميزة.
يشار إلى أن هذه المبادرة الإنسانية ليست الأولى من نوعها، بل تأتي ضمن سلسلة من الأنشطة التضامنية التي تنظمها الجمعية الخلدونية بالتنسيق مع مختلف الشركاء المحليين، خاصة خلال شهر رمضان المبارك، بهدف رسم البسمة على وجوه الفئات الهشة من المجتمع وتجسيد قيم التكافل والتضامن التي تميز هذا الشهر الفضيل.
إن مثل هذه المبادرات الخيرية تشكل نموذجاً يحتذى به في العمل الإنساني، وتعكس الوجه المشرق للمجتمع الجزائري الأصيل المعروف بقيم التضامن والتآزر، كما أنها تبعث برسالة أمل وتفاؤل للأطفال الأيتام، مفادها أنهم ليسوا وحدهم في مواجهة تحديات الحياة، وأن هناك من يقف إلى جانبهم ويساندهم.
وهيب قورصو
إرسال التعليق