تيارت : مناورة ميدانية لمواجهة حرائق الغابات
احتضنت منطقة بلاطو التابعة لبلدية تاقدمت بدائرة مشرع الصفا بولاية تيارت، نهار اليوم، فعاليات تمرين ميداني لمحاكاة حادث حريق غابة، وذلك بإشراف والي الولاية السيد سعيد خليل، رفقة العقيد غربي علي مدير الحماية المدنية، في إطار إحياء اليوم العربي للحد من مخاطر الكوارث الكبرى، الذي يأتي هذه السنة وسط تحديات طبيعية متزايدة، وفي مقدمتها حرائق الغابات.
ويهدف هذا التمرين الميداني الذي عرف مشاركة محافظة الغابات، ومصالح الدرك الوطني، وعدد من الهيئات والقطاعات الفاعلة، إلى تعزيز درجة التأهب والجاهزية لمختلف المصالح المتدخلة في مثل هذه الحوادث، من خلال اختبار آليات التنسيق والتدخل السريع، وتبادل الخبرات بين مختلف الفرق، في سبيل مواجهة الكوارث الطبيعية والتقليل من تداعياتها البشرية والبيئية والاقتصادية.
وقد جاءت هذه المحاكاة في أعقاب سلسلة من التدابير الاستباقية التي اتخذتها السلطات المحلية خلال الفترة الماضية، حيث تم تنصيب اللجان المختصة، وإحصاء العتاد المخصص للتدخل، إلى جانب تحديد مواقع تمركز نقاط المياه، وكلها خطوات تدخل في سياق تنفيذ مخطط النجدة وتحيينه، بما يضمن سرعة الاستجابة في حال نشوب أي حريق غابي.
وخلال إشرافه على العملية، أكد السيد الوالي أن هذا التمرين يندرج في إطار سلسلة من المناورات التي سيتم تنظيمها تباعًا، مشيرًا إلى أن الجزائر تعتمد حاليًا 18 خطرًا ضمن تصنيف المخاطر الكبرى، من بينها حرائق الغابات التي تعد من أخطرها، لاسيما في المناطق ذات الكثافة الغابية مثل ولاية تيارت، التي تحتضن نسيجًا غابيًا يمتد على مساحة تُقدر بـ 154 ألف هكتار موزعة عبر عدة بلديات.
وأشار المسؤول الأول عن الجهاز التنفيذي بالولاية إلى أهمية هذا النوع من التمارين في رفع مستوى الجاهزية، موضحًا أن اختيار غابة تاقدمت لم يكن اعتباطيًا، نظرًا لطبيعتها الجغرافية واتساع محيطها الغابي، مما يجعلها منطقة حساسة عند اندلاع أي حريق، ويستلزم بالتالي تحضيرات دقيقة وتدخلًا منسقًا وفعّالًا.
كما ثمّن والي الولاية الجهود المشتركة التي بذلتها مختلف المصالح المشاركة، واعتبر أن المناورة قد نجحت في تحقيق الأهداف المسطرة لها، مبرزًا أن هذه الخطوة ليست سوى بداية لسلسلة من التمارين المستقبلية التي ستشمل مختلف أشكال المخاطر، بهدف دعم قدرات التصدي والاستجابة السريعة لمختلف الأزمات المحتملة، سواء تعلق الأمر بحرائق، أو فيضانات، أو كوارث أخرى.
واختُتم التمرين في أجواء من الالتزام والانضباط، وسط ارتياح كبير للأداء الجماعي الذي أبدته الفرق المشاركة، ما يؤكد مرة أخرى أهمية هذه العمليات التدريبية في ترسيخ ثقافة الوقاية والتعامل المحكم مع الأزمات، وتعزيز التكامل المؤسساتي بين جميع الفاعلين في ميدان إدارة الكوارث.
وهيب قورصو
إرسال التعليق