تيارت : انطلاق تصفيات أولمبياد المهن 2025 وسط مشاركة قياسية
انطلقت صبيحة الأحد فعاليات التصفيات الولائية المؤهلة لأولمبياد المهارات المهنية لسنة 2025، محولةً دار الثقافة “علي معاشي” إلى ساحة حية للتنافس والإبداع المهني. اذ يشارك في هذه الدورة التنافسية، التي تستمر على مدار خمسة أيام لتختتم في 24 أفريل الجاري بتتويج الفائزين، حيث تم تسجيل 118 متربصاً ومتربصة يمثلون نخبة المتفوقين من 24 مؤسسة تكوينية منتشرة عبر تراب الولاية. يتنافس هؤلاء الشباب الواعدون في 24 تخصصاً مهنياً دقيقاً، بهدف الظفر بتذكرة التأهل للمراحل القادمة وتمثيل ولاية تيارت بأفضل صورة ممكنة.
و أكد السيد عبد المطلب قيت، مدير التكوين والتعليم المهنيين لولاية تيارت، أن هذه التصفيات الولائية تأتي تتويجاً لمراحل انتقائية أولية جرت على مستوى مراكز التكوين المهني بالولاية. وأوضح أن الهدف الأسمى لهذه الأولمبياد لا يقتصر على مجرد المنافسة، بل يمتد ليشكل منصة حيوية لإبراز وصقل المهارات الاستثنائية التي يمتلكها خريجو التكوين المهني، وربطها بشكل وثيق باحتياجات سوق العمل المتغيرة والمتطلبة. كما شدد المدير على أن هذه المنافسات تعد بوابة العبور نحو مستويات أعلى، حيث يتطلع المتفوقون للمشاركة في التصفيات الجهوية المقررة بمدينة تلمسان في الفترة من 21 إلى 25 سبتمبر 2025، ومن ثم المنافسات الوطنية التي ستحتضنها مدينة وهران من 4 إلى 8 نوفمبر 2025. ويحمل المتألقون وطنيا آمال تمثيل الجزائر في المحافل الدولية، وعلى رأسها المنافسة العالمية المرموقة “وورلد سكيلز” (WorldSkills) التي ستنظم في شنغهاي بالصين مطلع عام 2026، بعد المرور بالمنافسات الإفريقية.
وسلط السيد والي ولاية تيارت في كلمته الافتتاحية، الضوء على الدور المحوري الذي يلعبه قطاع التكوين والتعليم المهنيين في دفع عجلة التنمية المحلية وتعزيز النسيج الاقتصادي الوطني. وأبرز الوالي أن الدولة الجزائرية تضع ثقة كبيرة في كفاءات الشباب المهنية وتعتبرهم الركيزة الأساسية لبناء اقتصاد وطني متنوع ومستدام، قادر على مواجهة التحديات الاقتصادية المعاصرة والتكيف مع التحولات التكنولوجية المتسارعة. وأضاف أن مثل هذه المنافسات تساهم بشكل مباشر في رفع مستوى التكوين المهني وضمان جودة مخرجاته لتلبية متطلبات المؤسسات الاقتصادية والخدمية. وتشمل قائمة التخصصات المشاركة في التصفيات مجموعة واسعة من المهن الحيوية المدرجة ضمن الدليل الوطني للشعب المهنية والمعترف بها دولياً، مما يعكس تنوع وثراء العروض التكوينية بالولاية.
و تضم قائمة التخصصات المتنافس عليها مجالات تقنية وصناعية متقدمة تلبي احتياجات قطاعات حيوية مختلفة، من بينها على سبيل المثال لا الحصر: الأوتوماتيك، التبريد والتكييف الصناعي والتجاري، الإلكترونيات الصناعية، الميكاترونيك (الذي يجمع بين الميكانيكا والإلكترونيات والمعلوماتية)، تقنيات اللحام المتقدمة، التركيب الصحي وتمديدات الغاز والتدفئة المركزية، بالإضافة إلى الصيانة الصناعية بمختلف فروعها. هذا التنوع يعكس الجهود المبذولة لمواكبة التطورات المهنية وتزويد الشباب بالمهارات اللازمة للاندماج الفعال في سوق الشغل. وتخضع المشاركة في الأولمبياد لمعايير دقيقة، أبرزها السن، حيث لا يتجاوز عمر المشاركين 22 سنة في معظم التخصصات، مع استثناءات تصل إلى 25 سنة لبعض التخصصات الأكثر تعقيداً، وذلك تماشياً مع المعايير الدولية المعتمدة.
وقد عبر العديد من المشاركين عن سعادتهم بهذه الفرصة لإظهار مهاراتهم وتبادل الخبرات. الأستاذ صافة برشيد، وهو مؤطر في تخصص “التركيب الصحي والغاز والتدفئة المركزية”، أشار إلى أنه يشارك بفخر مع متربصين اثنين من مركزه تمكنا من بلوغ التصفيات الولائية، لافتاً إلى الروح التنافسية العالية والإصرار على التميز الذي لمسه لدى جميع المتنافسين.
من المنتظر أن بذل قصارى المشاركين جهدهم واستغلال هذه الفرصة لإثبات قدراتهم الذهنية والبدنية التي اكتسبوها خلال فترة تكوينهم، معتبرين المنافسة فرصة لتحقيق طموحاتهم وتمثيل ولايتهم وقطاعهم بأحسن تمثيل، مع التأكيد على أهمية الجمع بين سرعة الإنجاز ودقة الأداء وتطبيق إجراءات السلامة المهنية، كعناصر أساسية للتميز المهني وتشجيع ريادة الأعمال بين الشباب.
وهيب قورصو
إرسال التعليق