احتفاء برموز التعليم: قريشي صحراوي يُسدل الستار على مسيرة من التفاني
في أجواء مفعمة بالتقدير والاعتراف بالجميل، نظمت مديرية التربية لولاية تيارت بالتنسيق مع دار الثقافة علي معاشي احتفالية تكريمية بمناسبة اليوم العالمي للمعلم، حيث تم تكريم عدد من الأساتذة والمديرين والمفتشين والمعلمين المتقاعدين تقديرًا لعطائهم المستمر في خدمة الأجيال الناشئة. وقد شهد الحفل حضورًا متميزًا من المسؤولين التربويين وأعضاء جمعيات ثقافية، بالإضافة إلى أصدقاء المكرمين ورفقاء دربهم، مما أضفى على المناسبة طابعًا من التقدير والامتنان.
وتعاقب المتدخلون خلال الحفل على إلقاء كلمات عبّروا فيها عن امتنانهم للجهود التي بذلها المكرمون طوال مسيرتهم المهنية. كما شددوا على أهمية مهنة التعليم في ترسيخ القيم المجتمعية وبناء أجيال واعية تسهم في خدمة الوطن. وقد جرى اختيار المكرمين بناءً على أقدميتهم في العمل، في إشارة إلى الاعتراف بالدور الفعال الذي أدوه طيلة مسيرتهم المهنية.
من بين المكرمين، برز اسم الأستاذ قريشي صحراوي، الذي عُرف بمسيرته الطويلة في قطاع التعليم، إلى جانب نشاطه المتميز في مجال الصحافة. فقد أمضى سنوات طويلة في عدة مؤسسات تعليمية، مقدّمًا نموذجًا في التفاني والإخلاص، حيث ترك أثرًا واضحًا في نفوس تلاميذه، الذين لا يزالون يحتفظون بذكراه الطيبة. ولم تقتصر إسهاماته على مجال التربية، بل كان له حضور قوي في الساحة الإعلامية من خلال مقالاته الهادفة، التي تناولت قضايا اجتماعية وتربوية بأسلوب راقٍ يجمع بين البساطة والعمق.
وقد ألقى الأستاذ قريشي كلمة مؤثرة خلال الحفل، عبّر فيها عن سعادته بهذا التكريم الذي اعتبره أجمل تتويج لمسيرته المهنية. وأكد أن هذه اللحظة تعني له الكثير، لا سيما أنها جاءت مع إحالته على التقاعد، معتبرًا أن هذه المبادرة تترك في نفسه أثرًا عميقًا من الامتنان لكل من سانده ورافقه خلال مشواره. كما خص بالشكر مديرة دار الثقافة والمفتشة رابحة بلخير، والسيدة زڨران مليكة، رئيسة جمعية القلم، مشيرًا إلى أن العمل في قطاع التربية كان تجربة ثرية ومليئة بالدروس المتبادلة.
وفي ختام كلمته، وجّه قريشي رسالة مؤثرة إلى جميع تلاميذه الذين درسوا على يديه في مختلف المؤسسات التعليمية، مؤكدًا اعتزازه بهم وداعيًا إياهم إلى مواصلة مسيرتهم التعليمية والاجتهاد من أجل بناء مستقبل أفضل للوطن. وقال بحنين واضح: “سلامي لكل تلاميذي الأعزاء في كل مكان، وأتمنى لكم النجاح في دروبكم، فأنا أراكم دائمًا سفراء للعلم والمعرفة.”
هذا التكريم يعكس قيمة الجهود التي بذلها هؤلاء المعلمون طوال سنوات عملهم، ويؤكد أهمية دورهم في تشكيل وعي الأجيال وبناء مجتمع متماسك. ولا شك أن مثل هذه المبادرات تساهم في تعزيز روح التقدير والاحترام تجاه رجال ونساء التعليم، وتمنحهم إحساسًا بأن عطاؤهم لا يُنسى مهما طال الزمن. ومن خلال هذه المبادرة، يتجلى حرص المجتمع على الاعتراف بفضل المعلمين وتضحياتهم، تأكيدًا على أن رسالتهم السامية ستظل نبراسًا يهتدي به الجميع في مسيرة بناء الوطن.
وهيب قورصو
إرسال التعليق