المفوض العام للأونروا: استمرار عمل الوكالة لـ75 عامًا يعكس فشل المجتمع الدولي في حل القضية الفلسطينية

أكد المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، فيليب لازاريني، أن استمرار عمل الأونروا، التي أُنشئت بصفة مؤقتة لمدة ثلاث سنوات، واستمرارها حتى اليوم لمدة 75 عامًا، يعكس فشل المجتمع الدولي في التوصل إلى حل سلمي ومستدام للقضية الفلسطينية.

وفي كلمته خلال منتدى الدوحة 2024 الذي اختتم أعماله الأحد، قال لازاريني: “إن الأونروا تواجه محاولات لتفكيكها بهدف تحقيق أغراض سياسية تتمثل في نزع صفة اللجوء عن الفلسطينيين”.

وأشار المفوض العام إلى أن أهمية الأونروا تنبع من كونها الوكالة الوحيدة ضمن منظومة الأمم المتحدة المكلفة بتقديم الخدمات العامة لأكثر المجتمعات هشاشة، وهم اللاجئون الفلسطينيون. وأوضح أن الأونروا لعبت دورًا إنسانيًا وتنمويًا عبر توفير التعليم لملايين الفلسطينيين من الجنسين، الذين ساهموا لاحقًا في ازدهار المنطقة.

وأضاف أن الوكالة قدمت على صعيد الصحة العامة اللقاحات والأدوية، وحققت خدمات الرعاية الصحية الأولية نجاحات تفوقت أحيانًا على مثيلاتها في أوروبا والولايات المتحدة. وأكد أن الأونروا تعتبر وصية على هوية اللاجئين الفلسطينيين وتاريخهم، مشيرًا إلى أن أرشيفها الرقمي يحتوي على أكثر من 30 مليون وثيقة تتعلق بهم.

وتطرق لازاريني في كلمته إلى معاناة الفلسطينيين في قطاع غزة، الذين يواجهون حرب إبادة وتجويع على يد الاحتلال الإسرائيلي، في ظل غياب أي تحرك دولي حقيقي لدعمهم. وأعرب عن ألمه البالغ إزاء القصص المروعة التي يرويها له زملاؤه يوميًا، مشددًا على أن ما يحدث في غزة يمثل أزمة شاملة تتسم بانتهاك واضح للقانون الدولي الإنساني ومعاهدات جنيف.

وقال لازاريني: “حتى مبدأ عدم التكافؤ لم يعد له معنى في غزة. آخر زيارة لي للقطاع كانت في يناير الماضي، لكن التقارير اليومية التي تصلني تصف وضعًا مأساويًا لا يمكن التعبير عنه بالكلمات. الجميع هناك يعانون من الجوع، وبعضهم يضطر لتناول أعلاف الحيوانات إن وجدوها، بينما يفتقرون إلى الملابس التي تقيهم حر الصيف وبرد الشتاء”.

وأشار إلى تدمير العديد من منشآت الأونروا منذ بداية الحرب، واستشهاد مئات المدنيين الذين لجأوا إلى تلك المنشآت طلبًا للحماية، نتيجة الاستهدافات المتواصلة.

ودعا لازاريني المجتمع الدولي إلى تقديم الدعم للأونروا لتمكينها من مواصلة عملها المتزايد يومًا بعد يوم، وتوفير الحماية لمنشآتها وموظفيها، والعمل على عزلها عن المسارات السياسية التي لا تفضي إلى حل الدولتين.