ملتقى جهوي بتيارت: تعزيز الصحة النفسية للشباب
“الصحة النفسية للشباب هي مفتاح لبناء مجتمع قوي”، بهذه الكلمات استهل السيد أحمد تجيني، مدير ديوان مؤسسات الشباب، كلمته الافتتاحية، مشددًا على أهمية تكاتف الجهود لمواجهة التحديات النفسية التي تواجه الشباب في ظل الضغوط الاجتماعية والاقتصادية الراهنة.’
شهدت ولاية تيارت تنظيم الملتقى الجهوي حول تسيير الأزمات والضغوطات النفسية لدى الشباب تحت شعار “معًا للنهوض بالصحة النفسية والرفع من جودة الحياة لدى الشباب”. الفعالية، التي احتضنها ديوان مؤسسات الشباب بالتنسيق مع مديرية الشباب والرياضة، استمرت على مدار يومين وجمعت مختصين نفسيين وخبراء من عشر ولايات، إلى جانب إطارات الشباب والرياضة بولاية تيارت.
من جانبه، قال الدكتور عيسى بوبكر، أحد المحاضرين في الورشات العلمية: “الإدمان المعاصر يشكل تهديدًا كبيرًا، ويجب أن تكون هناك استراتيجيات متكاملة للتكفل بهذه المشكلة”. هذه التصريحات ألقت الضوء على أهمية إدماج الشباب في برامج توعوية وعلاجية فعّالة.
تضمن الملتقى ورشتين رئيسيتين قدمتا نظرة شاملة على قضايا الصحة النفسية للشباب. في الورشة الأولى، التي أدارها الأستاذ رشيد سعيدي، تم التركيز على مفهوم الصدمة النفسية وسبل الإسعافات النفسية الأولية. وأشار خلالها إلى أن “الإسعافات النفسية الأولية ليست مجرد تقنيات، بل هي أدوات لبناء الثقة ومساعدة الشباب على استعادة توازنهم”.
أما الورشة الثانية، التي أطرها الدكتور عيسى بوبكر، فناقشت استراتيجيات التكفل بالإدمان. وقال الدكتور بوبكر: “التعامل مع الإدمان لا يقتصر على الجانب الطبي فقط، بل يشمل الدعم النفسي والاجتماعي الذي يعزز عودة المدمنين إلى حياة طبيعية”.
شهد الملتقى تفاعلًا واسعًا من الحضور. السيدة فريدة عيشوبة، منسقة خلايا الإصغاء ووقاية صحة الشباب، أثنت على جودة الورشات قائلة: “هذه الورشات كانت فرصة ذهبية لتبادل الخبرات وتعزيز معارفنا حول كيفية التدخل النفسي”.
علي عمر، أحد المشاركين، وصف الفعالية بأنها “نقطة انطلاق لتطوير مهارات المختصين النفسيين في التعامل مع مشاكل الشباب”، مشيرًا إلى أن تنظيم الحدث كان على مستوى عالٍ من الاحترافية.
بالإضافة إلى الجلسات العلمية، نظمت زيارة للمشاركين إلى مركز الفروسية ، حيث عبّروا عن امتنانهم لحفاوة الاستقبال والتنظيم
وفي ختام الملتقى، ألقى الدكتور بوبكر بن عيسى كلمة شكر فيها القائمين على التنظيم والمشاركين الذين ساهموا في إنجاح الفعالية. كما تم تكريم المحاضرين والمختصين النفسيين من مختلف الولايات.
أجمع المشاركون على أن هذا الملتقى يمثل خطوة مهمة في سبيل تعزيز الصحة النفسية للشباب. ومع الارتفاع المقلق في نسب الإدمان والضغوط النفسية، دعا الحاضرون إلى استمرار تنظيم مثل هذه الفعاليات.
ملتقى تيارت كان فرصة للتفكير في حلول عملية لمشاكل تؤثر على مستقبل الشباب الجزائري. ومع وجود مثل هذه المبادرات، يبدو المستقبل أكثر تفاؤلاً لتحقيق جودة حياة أفضل لشبابنا.
وهيب قورصو
إرسال التعليق