جاري التحميل الآن

​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​تنوع ثقافي يزين احتفال يناير بتيارت

​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​تنوع ثقافي يزين احتفال يناير بتيارت

شهدت دار الثقافة والفنون “الشهيد علي معاشي” بتيارت، مساء السبت 11 يناير 2025، أجواء احتفالية مميزة بمناسبة حلول السنة الأمازيغية الجديدة يناير 2975. الحفل الذي أشرف عليه والي الولاية السيد سعيد خليل، حضره السيد الوكال بخيرة، رئيس المجلس الشعبي الولائي، بالإضافة إلى عدد من المسؤولين المحليين ، وجمع غفير من المواطنين الذين أضفوا على المناسبة طابعاً احتفالياً خاصاً، يعكس عمق ارتباط المجتمع المحلي بتراثه.

في مستهل الفعاليات، قام السيد الوالي بزيارة المعرض المقام بالمناسبة، والذي عُرضت فيه جوانب متنوعة من التراث الثقافي لمنطقة تيارت. هذا المعرض اشتمل على الفنون التشكيلية، الأزياء التقليدية، الأواني النحاسية، والأكلات الشعبية التي تمثل جزءاً أصيلاً من الهوية المحلية. ولم يقتصر الأمر على ذلك، فقد استمتع الحاضرون بعرض فلكلوري قدمته فرقة مولاي الطيب من مدينة فرندة، ما أضاف لمسة فنية زادت من بهجة الأجواء.

بعد ذلك، توجه الوفد الرسمي إلى قاعة العروض لمتابعة البرنامج الثقافي المعد لهذه المناسبة، حيث بدأت الفعاليات بعزف النشيد الوطني، تلاه تقديم مداخلة علمية حول التراث اللامادي الأمازيغي. هذه المداخلة سلطت الضوء على أهمية إحياء الموروث الثقافي كجزء لا يتجزأ من الهوية الوطنية، وسعت إلى تعريف الحاضرين بتاريخ يناير وما يحمله من دلالات ثقافية وتاريخية.

وفي كلمته التي ألقاها على هامش المناسبة، أكد والي الولاية أن الاحتفال برأس السنة الأمازيغية يحمل خصوصية فريدة، تعكس ثراء وتنوع الثقافة الجزائرية. وأضاف قائلاً: “يناير ليس مجرد عيد وطني، بل هو فرصة لإبراز الهوية الثقافية المشتركة التي توحد الجزائريين وتعزز انتماءهم لوطنهم”. كما أشار إلى أن هذا الحدث يمثل تجسيداً عملياً لقرار رئيس الجمهورية بجعل 12 يناير عيداً وطنياً، ما يؤكد حرص الدولة على الاعتزاز بجميع مكونات الهوية الوطنية.

واستكمالاً للبرنامج، شهد الحفل فقرات فنية متنوعة تضمنت أغاني شعبية وأخرى أندلسية، قدمتها جمعية الأمل للأغنية الأندلسية، إضافة إلى قصائد شعرية ألقاها الشاعر أحمد ساسفا، والتي لاقت تفاعلاً كبيراً من الحضور. ولم تغفل الفعاليات الجانب التربوي، حيث نظمت ورشات بيداغوجية للأطفال تهدف إلى غرس قيم الاعتزاز بالتراث في نفوس الأجيال الصاعدة.

وفي ختام الحفل، تم تكريم مجموعة من الفنانين والحرفيين الذين ساهموا في إبراز التراث المحلي، كما تم الاحتفاء بالشباب المتوجين بالمرتبة الثالثة في مسابقة السوروبان على مستوى البطولة العربية التي أُقيمت في تونس. وقد أكد السيد الوالي، خلال كلمته الختامية، أن يناير يرمز إلى الوفرة والتفاؤل، قائلاً: “نأمل أن يحمل هذا العام آفاقاً جديدة من الرخاء والاستقرار لجميع المواطنين”.

بهذا الشكل، اختُتمت فعاليات الاحتفال برأس السنة الأمازيغية في تيارت، لتترك بصمة ثقافية مميزة وتؤكد مرة أخرى على أهمية الحفاظ على التراث الأمازيغي كجزء أصيل من الهوية الجزائرية.

وهيب قورصو 

إرسال التعليق