مطار تيارت مطار دولي : خطوة طموحة أم مشروع متأخر ؟
أعلن والي الولاية، سعيد خليل، اليوم الأربعاء، عن ترقية مطار عبد الحفيظ بوصوف إلى مطار دولي، ما يفتح الباب أمام رحلات خارجية مباشرة، وربما رحلات خاصة بموسم الحج. الإعلان جاء خلال زيارة تفقدية إلى بلديات دائرة الرحوية، حيث أكد الوالي أن القرار تم اتخاذه بعد استيفاء المطار للشروط التقنية والأمنية المطلوبة، غير أن التنفيذ الفعلي ما يزال مرهونًا بوصول مراسلة رسمية.
ورغم أن هذه الخطوة قد تفتح آفاقًا جديدة للولاية، إلا أنها تطرح تساؤلات حول مدى الجدية في استغلال هذا المرفق الحيوي، خاصة وأن المطار شهد محاولات سابقة لم تُكلَّل بالنجاح. فبالعودة إلى عام 2009، تم تنظيم ست رحلات جوية مباشرة لنقل الحجاج إلى مطار جدة الدولي، لكن التجربة لم تستمر، وتم تقليص النشاط إلى رحلتين داخليتين أسبوعيًا فقط بين تيارت والجزائر العاصمة ووهران، وهي رحلات لم تحقق مردودية اقتصادية بسبب ارتفاع أسعار التذاكر وضعف الإقبال عليها.
ويعوَّل على تصنيف المطار كمرفق دولي في تحفيز النشاط الاقتصادي للمنطقة، خاصة مع وجود جالية جزائرية كبيرة في أوروبا، لا سيما في ألمانيا، إضافة إلى رجال الأعمال والمستثمرين الأجانب الذين ينشطون في مشاريع كبرى بتيارت، مثل الشركات الصينية في قطاع البناء والشراكة الجزائرية-الكورية لتحسين إنتاج بذور البطاطا بمنطقة السبعين. غير أن السؤال المطروح: هل ستنجح السلطات في تسيير هذا التحول بفعالية، أم أن الأمر سيظل مجرد إعلان دون تنفيذ حقيقي كما حدث سابقًا؟
تقنيًا، يتوفر المطار على مدرج بطول 3000 متر وعرض 45 مترًا، كما خضع لعملية إعادة تأهيل شاملة، شملت المباني والمدرجات والإنارة، مما يجعله قادرًا على استقبال الطائرات الكبيرة. لكن ذلك لا يكفي لضمان نجاح المشروع، إذ يتطلب تشغيل الخطوط الدولية استراتيجية واضحة تشمل تسعيرة تنافسية، اتفاقيات مع شركات الطيران، وتوفير خدمات لوجستية مناسبة للمسافرين، وإلا سيبقى المطار مجرد منشأة بلا نشاط فعلي.
ويخشى كثيرون أن يتحول هذا الإعلان إلى مجرد “خبر” دون أثر ملموس على أرض الواقع ، فإن نجاح هذا المشروع يتوقف على مدى قدرة السلطات على تجاوز الأخطاء السابقة، وضمان استمرارية الرحلات الدولية، حتى لا يُعاد سيناريو 2010 عندما أُطلقت رحلات داخلية لم تستمر سوى فترة قصيرة قبل أن تتوقف بسبب ضعف الإقبال وارتفاع الأسعار.
يُعتبر تحويل مطار عبد الحفيظ بوصوف إلى مطار دولي خطوة إيجابية ، لكنها ستظل حبرًا على ورق إذا لم تُرافقها سياسات تشغيلية فعالة و إجراءات ملموسة تعيد الثقة في قدرة الولاية على تحقيق نقلة نوعية حقيقية في قطاع النقل الجوي.
وهيب قورصو
إرسال التعليق