جاري التحميل الآن

تيارت: 65 عامًا على رقان.. صرخة نضال وتضحيات لا تُنسى

تيارت: 65 عامًا على رقان.. صرخة نضال وتضحيات لا تُنسى

 نظّم قطاع المجاهدين بولاية تيارت فعاليات تاريخية في 12 جانفي 2025 تكريماً للذكرى 65 لتفجيرات رقان المؤلمة بتاريخ 13 فيفري 1960. جاء هذا الحدث في إطار سلسلة نشاطات تهدف إلى إبراز دور التضحيات الثورية وترسيخ الذاكرة الوطنية.

أُقيمت الندوة التاريخية بمتحف المجاهد، حيث تخللها عروض وثائقية ومعارض نادرة توثق مآسي التفجيرات الاستعمارية التي ما زالت تترك آثارها على المجتمع، وقد تم افتتاحها بمعرض للصور والوثائق التي سردت تلك الفصول المؤلمة. بالإضافة إلى ذلك، عُرض شريط وثائقي سرد فيه الأحداث بتفصيل دقيق، مما أضفى على المناسبة بعداً توثيقياً وشهادات حيّة على واقعة التاريخ.

ومن جهة أخرى، حضر الحدث شخصيات بارزة من مختلف الأصعدة؛ حيث كان السيد مدير التقنين، نيابة عن والي الولاية، بجانب السيد نائب رئيس المجلس الشعبي الولائي، من بين ممثلي أجهزة الأمن المتنوعة مثل الجمارك والدرك . 

وبينما بدأت الندوة بكلمة ترحيبية ألّا أهمية الحفاظ على الذاكرة الوطنية، تلتها مداخلات عدة؛ حيث تناول مدير المجاهدين وذوي الحقوق أهمية تسليط الضوء على صفحات التاريخ التي لا يجب أن تُنسى. كما أضاف كلٌ من السيد بلقيصارية محمد والمخرج السينمائي بلقيصارية أنيس رؤى نقدية وفنية حول تلك الوقائع، مما أعطى الحدث بعداً ثقافياً وفكرياً يُثري النقاش حول جريمة التفجيرات الاستعمارية ضد الإنسانية.

وعلاوة على ذلك، منح متحف المجاهد الحاضرين فرصة للتجول في أروقة التاريخ، حيث تم عرض مقتنيات أثرية ووثائق نادرة تعيد للذاكرة معاناة الأجيال وتضحياتها في سبيل الحرية والاستقلال. وقد التقط الزوار صوراً تذكارية بين معروضات المتحف، لتوثيق لحظات من الذكرى والتأمل في دروس الماضي.

كما أكد المشاركون أن هذه الفعاليات ليست مجرد احتفالات رمزية، بل هي جهد متواصل لإحياء روح المقاومة الوطنية وتأكيد قيمة الحرية التي نالتها البلاد بدمائها وتضحيات أبطالها. وأشار بعضهم إلى أن آثار التفجيرات ما زالت تلقي بظلالها على ساكنة الصحراء الجزائرية، مما يستدعي عدم نسيانها وإحيائها في الوعي الجمعي للأجيال.

وفي ختام الندوة، تم تكريم الحضور والمشاركين من مختلف الفئات تقديراً لجهودهم في إبراز التاريخ ومواجهة محاولات نسيان الماضي. وقد عبّر أحد الحضور عن أمله في أن تظل مثل هذه المناسبات جسرًا يربط بين الماضي والحاضر، مؤكداً أن الحفاظ على الذاكرة الوطنية يُعزز الانتماء والولاء للتراث الثوري.

بهذا الحدث التاريخي، يستمر قطاع المجاهدين في دوره الريادي بتنظيم الندوات والمعارض التي تُعنى بتوثيق الذاكرة وتأكيد الهوية الوطنية، مؤكدين أن التاريخ، رغم قسوته، يبقى مرجعاً لا غنى عنه في بناء مستقبل مشرق يستند إلى قيم النضال والتضحية.

وهيب قورصو 

إرسال التعليق