تيارت: الوالي يتابع الوضع عن كثب.. لا تهاون مع المضاربين والمتلاعبين بالأسعار!
في زيارة مفاجئة إلى بعض الاسواق الجوارية بالمدينة صبحية اليوم الثالث من شهر رمضان الكريم ، تفقد والي الولاية، السيد سعيد خليل، أوضاع النشاط التجاري ومدى التزام التجار بالتعليمات الموجهة إليهم لضمان وفرة السلع بأسعار معقولة وفق المعايير والشروط المطلوبة. تأتي هذه الزيارة في إطار متابعة السلطات المحلية لحركة الأسواق، حرصًا على استقرار الأسعار وتوفير المنتجات الأساسية للمواطنين في ظروف جيدة.
لم تكن هذه الجولة مجرد زيارة روتينية، بل كانت خطوة ميدانية تهدف إلى الوقوف عن قرب على واقع الأسواق، ومدى توفر السلع الاستهلاكية الأساسية التي يعتمد عليها المواطنون في هذا الشهر الفضيل، فضلاً عن مراقبة الأسعار والتأكد من التزام التجار بالضوابط التي تضمن حماية القدرة الشرائية للأسر.
وقد سبقت زيارة السوق زيارة نقطة حيوية في المدينة، وهي مؤسسة “جيبلي” لإنتاج الحليب المدعم، حيث حرص الوالي على معاينة سير عملية الإنتاج والتوزيع لهذه المادة الأساسية التي تشكل مادة ضرورية للأسر الجزائرية، خاصة في رمضان. وقد أبدى الوالي اهتمامًا كبيرًا بضمان وصول الكميات المخصصة إلى جميع البلديات وفق البرنامج الموضوع مسبقًا، مشددًا على ضرورة الالتزام بالجدول المسطر لتجنب أي نقص قد يؤثر على المواطنين.
وفي سياق متصل، امتدت الجولة إلى السوق الجواري بحي المنظر الجميل، حيث تبادل الوالي أطراف الحديث مع أصحاب المحلات التجارية، لا سيما تجار اللحوم في القصابات، مؤكدًا لهم أهمية عرض السلع بأسعار معقولة وإعلانها بشكل واضح للمستهلكين. كما لاحظ الوالي وفرة معظم السلع الغذائية، بما في ذلك مادة الزيت التي تشهد طلبًا متزايدًا في هذا الشهر، وهو ما أرجعه إلى التدابير الاستباقية التي اتخذتها السلطات المحلية بالتعاون مع مديرية التجارة لتوزيع المخزون الاستراتيجي. ولم تقتصر الزيارة على هذا الحي، بل شملت أيضًا سوق بوزوينة ميلود في حي السوناتبيا، الذي يعد مركزًا تجاريًا نابضًا بالحياة، حيث اقترب الوالي من المواطنين والتجار على حد سواء، متفقدًا أسعار الخضروات والفواكه في اليوم الثالث من رمضان.
وبخصوص وفرة اللحوم الحمراء صريح الوالي خلال هذه الجولة قائلا: «سوق السوقر للمواشي هو الوحيد في الجزائر الذي فُتِح، نحن من أخذنا المبادرة من أجل توفر اللحوم بأسعار مقبولة». مما يؤكد الجهود التي تبذلها السلطات المحلية في تيارت لضمان استقرار السوق وتوفير السلع الأساسية بأسعار تناسب القدرة الشرائية للمواطنين، خاصة في ظل تراجع القدرة الشرائية للمواطن، والذي تسعى الدولة إلى رفعها من خلال سياسات الدعم الموجه للأسر محدودة الدخل. هذه المبادرة المحلية الفريدة هي نموذج يُحتذى به، حيث يُرَكَّز على دعم السوق المحلي وتقليص الفجوة بين العرض والطلب.
وفي تفاصيل أكثر، يمكن القول بأن هناك استراتيجية واضحة تهدف إلى تعزيز وفرة اللحوم، وهي من السلع التي تشهد إقبالاً كبيرًا خلال رمضان، سواء كانت لحومًا حمراء أو بيضاء. وقد أتت هذه المبادرة كجزء من رؤية شاملة لتخفيف العبء عن كاهل المواطنين، حيث تُعد اللحوم من المواد التي ترتفع أسعارها عادة في مثل هذه الفترات بسبب تزايد الطلب. ومن خلال فتح سوق السوقر، فإن السلطات في تيارت تسعى إلى تحقيق توازن بين العرض والطلب، خصوصا مع توفر اللحوم المستوردة التي من شأنها منح خيارات متعددة للمواطن في المنتجات بأسعار مقبولة، مما يسهم في استقرار الأسعار، ويضمن استفادة الجميع.
وفي سياق آخر، أدلى الوالي بتصريح خلال جولته، قائلاً: «اليوم هو اليوم الثالث من شهر رمضان المبارك. مرةً تلو الأخرى، يجب علينا مراجعة الأسواق؛ أولاً، نلاحظ توفر السلع، وثانيًا، نراقب الأسعار التي يجب أن تكون في متناول جميع الأسر». وأضاف: «السلع المطلوبة بكثرة اليوم هي الحليب؛ فقد لاحظت نقصه. صباحًا، قبل وصولي إلى هنا، توجهت إلى مصنع الحليب “جبلي” للاطلاع على طريقة الإنتاج والتوزيع».
ويوضح هذا الجزء من التصريح مدى حرص الوالي على متابعة الأمور عن كثب، حيث لم يكتف بالاستماع إلى التقارير الرسمية، بل اختار أن يتوجه بنفسه إلى مصنع الحليب للتحقق من سير العملية الإنتاجية والتوزيعية. ويشير هذا النهج إلى رغبة حقيقية في معالجة أي خلل قد يؤثر على المواطنين، سواء كان ذلك بسبب نقص في المواد الأساسية أو سوء في توزيعها. كما تجدر الإشارة إلى ضرورة مراجعة الأسواق بشكل متواصل مع رفع من مستوى وعي المواطنين من خلال ثقافة التبليغ لأي تجاوزات ملحوظة.
ومن جهة أخرى، تابع الوالي في تصريحه: «كان هناك نقص في مادة الزيت، لكننا قمنا بتوزيع المخزون الأمني البارحة مع مديرية التجارة، اليوم نرى توفر المادة في جميع المحلات الكبرى». سرعة استجابة السلطات لمعالجة مشكلة النقص في مادة الزيت، وهي سلعة أخرى تشهد طلبًا كبيرًا في رمضان؛ بسبب استخدامها الواسع في الطهي. يبرز التعاون البناء بين الولاية ومديرية التجارة، مما ساهم في استعادة التوازن في السوق وضمان وفرة المادة في المحلات.
ويُظهر هذا الإجراء قدرة السلطات المحلية على التعامل مع الأزمات الطارئة بفعالية، حيث تم تحويل حالة النقص إلى حالة وفرة خلال يوم واحد فقط. منا يعكس التخطيط المسبق والتنسيق الجيد بين مختلف الهيئات، مما يعزز ثقة المواطنين في قدرة السلطات على معالجة أي ندرة في السلع الأساسية.
وفي تعليق من أحد المواطنين الذين التقاهم الوالي خلال جولته، قال: «نحن مندهشون. هذه المرة الأولى التي يحضر فيها والي إلى سوق الفولاني منذ مدة». دهشة المواطنين وتقديرهم لهذه الزيارة الغير المتوقعة، يعد مؤشرا إيجابيا في تقريب المسؤول من نبض الشارع وهمومه اليومية. كما يعد هذا دليلاً على أن الزيارات الميدانية، رغم بساطتها، قد تكون أداة فعالة في تعزيز الثقة بين المواطنين والمسؤولين. فالاقتراب من المواطنين يعطي صورة واقعية عن احتياجاتهم، ويمنح المسؤولين فرصة للتعامل مع المشكلات على أرض الواقع عوضا عن الاكتفاء بالتقارير المكتبية. وهو ما قد يشجع على تكرار مثل هذه المبادرات في المستقبل.
وأضاف مواطن آخر في تعليقه: «يتحدث معنا بكل تواضع، هذا هو الوالي الذي كنا نتمناه؛ فهو يسير معنا في وسطنا، ويتحدث معنا بشكل عادي». هذه الكلمات تعكس الانطباع الإيجابي الذي تركه الوالي لدى المواطنين، . وتؤكد هذه الشهادة أهمية الأسلوب التواصلي في بناء علاقة طيبة بين المسؤول والمواطن، . كما أنها تعبر عن تطلع المواطنين إلى مسؤولين يتقاسمون معهم يومياتهم يستمعون إلى شكاواهم بأريحية، وهو ما قد يمثل نموذجًا للإدارة المحلية الناجحة التي تجمع بين الكفاءة والقرب من المواطن.
إن هذه الجولة التي قادها والي ولاية تيارت، السيد سعيد خليل، لم تكن مجرد زيارة عابرة، بل كانت خطوة عملية للتأكد من استقرار الأسواق وحماية المواطنين من أي تقلبات قد تؤثر على حياتهم اليومية في رمضان. وبين تصريحات الوالي التي ركزت على الوفرة وضبط الأسعار، وشهادات المواطنين التي أشادت بقربه وتواضعه، تتضح صورة إدارة محلية تسعى إلى أن تكون في قلب الحدث، متجاوبة مع تطلعات السكان وملتزمة بتحسين ظروفهم المعيشية.
وهيب قورصو
إرسال التعليق