والي تيارت يطمئن المواطنين: تحسن تدريجي في التزود بالمياه ومشروع عجرمية جزء من الحل.

أكد والي الولاية، سعيد خليل، أن مشروع “عجر ماية” يشهد تقدماً ملحوظاً، على الرغم من أن دخوله حيز الخدمة كان متوقعاً بنهاية الثلاثي الأول من العام الجاري. وقد جاءت هذه التصريحات خلال جولة تفقدية رفقة المفتش العام لوزارة الموارد المائية، محسن غريب دية، وعدد من المسؤولين المحليين، حيث تم الوقوف على مدى تقدم الأشغال في مختلف المحطات والخزانات التي ستدعم تموين عدة بلديات بالمياه الصالحة للشرب.

وقد أكد المفتش العام لوزارة الموارد المائية، محسن غريب دية، أن نسبة تقدم الأشغال في المحطات الرئيسية تراوحت بين 85% و90%، مضيفاً أن الوزارة أصدرت تعليمات صارمة للمقاولات المكلفة بالإنجاز من أجل تسريع وتيرة الأشغال، حتى يتم التسليم النهائي بحلول نهاية شهر مارس الجاري. كما كشف عن أن عمليات التجريب ستنطلق في شهر أفريل المقبل، تمهيداً لدخول المشروع حيز الخدمة بشكل رسمي خلال شهر جويلية القادم، وهو ما من شأنه أن يضع حداً لمشكل نقص المياه الذي عرفته بعض البلديات.

من جهة أخرى، تم تسليط الضوء على المشاريع المرافقة التي من شأنها دعم الشبكة وتعزيز قدرات التموين، حيث يجري حالياً تجهيز 16 بئراً ارتوازية، من بينها 12 بئراً باتت في مراحلها الأخيرة، في انتظار ربطها بالكهرباء لتدخل حيز الخدمة في أقرب وقت ممكن. وفي سياق متصل، قام والي الولاية بزيارة إلى موقع عين تزاريت، حيث سيتم تشغيل ثلاث آبار جديدة خلال الساعات القادمة، مما سيساهم في تعزيز المخزون المائي وتحسين عملية التوزيع. كما تم التطرق إلى بئر “قرطوفة”، الذي يوفر يومياً 15 ألف متر مكعب، حيث يتم توجيه جزء منه لتموين بلدية الرحوية، فيما يتم تخصيص الباقي لتغطية احتياجات سكان المنطقة.

ومن جانبه أوضح سعيد خليل أن عملية التزويد بالمياه شهدت تحسناً تدريجياً في الأيام الأخيرة، حيث ارتفع الإنتاج إلى 35 ألف متر مكعب يومياً، مع دخول ثلاث آبار جديدة في منطقة عين تزاريت حيز الخدمة، مما يضيف سبعة آلاف متر مكعب إضافية، على أن يتم تعزيز الكميات بخمسة آلاف متر مكعب أخرى خلال الأيام القادمة، ما سيؤدي إلى تغطية الاحتياجات اليومية المقدرة بـ 40 ألف متر مكعب، مع إمكانية رفعها إلى 42 ألف متر مكعب في المستقبل القريب. ورغم هذا التحسن في الإنتاج، تبقى التحديات قائمة، لا سيما فيما يتعلق بآلية التوزيع، حيث تواجه بعض الأحياء المرتفعة، مثل “حي 500 سكن”، “وحي الاتراك” و” حي بوهني”، صعوبة في الاستفادة المنتظمة من المياه.

وفي إطار إيجاد حلول لهذه الإشكالية، عقد والي تيارت اجتماعاً طارئاً مع مسؤولي “المؤسسة الجزائرية للمياه”، من أجل دراسة الإجراءات الضرورية لتحسين التوزيع وضمان وصول المياه إلى جميع الأحياء بشكل عادل. وقد أكد خلال الاجتماع أن السلطات المحلية تتابع الوضع عن كثب، وأنه رغم الصعوبات، فإن التحسن بدأ يظهر تدريجياً، معتبراً أن الأيام المقبلة ستشهد مزيداً من التحسن بفضل الإجراءات المتخذة. كما دعا المواطنين إلى التحلي بالصبر، مشيراً إلى أن الجهود المبذولة تهدف إلى تحقيق حل مستدام وليس مجرد حلول ظرفية.

وفي ختام الزيارة، عبّر والي تيارت عن شكره لوزير الموارد المائية والسلطات المركزية على المتابعة المستمرة لهذا المشروع الحيوي، مؤكداً أن رغم التأخير المسجل، فإن الإنجازات المحققة تبعث على التفاؤل، وأن الأشهر القادمة ستشهد تحسناً ملحوظاً في التموين بالمياه. كما طمأن المواطنين بأن الجهود متواصلة لضمان التوزيع العادل لهذه المادة الأساسية، معرباً عن أمله في أن تساهم الإجراءات المتخذة في تجاوز الصعوبات التي واجهها السكان خلال الأشهر الماضية.

وهيب قورصو