الكركم.. مكمل غذائي ذو فوائد جمة على الجسم والدماغ
الكركم ذو فوائد جمّة للجسم والدماغ، ويُعد من أكثر المكملات الغذائية فعالية على الإطلاق، هذا ما تُظهره العديد من الدراسات. وتنبع الكثير من فوائد الكركم من مادة الكركمين، وهو المادة الفعالة الرئيسية في الكركم.
ما فوائد الكركمين؟
الكركم هو نوع التوابل الذي يعطي الكاري لونه الأصفر، وجرى استخدامه في الهند منذ آلاف السنين بمثابة منكه وعشبة علاجية، وقد أثبتت الدراسات امتلاك الكركم لمعقدات ذات خصائص طبية.
يطلق اسم الكركمونيدات على تلك المعقدات، والكركمين -وهو أهمها- هو المكون الفعال الرئيسي في الكركم.
فيما يلي أهم عشر فوائد صحية مثبتة بالدليل للكركم والكركمين:
للكركمين تأثيرات قوية مضادة للالتهاب وهو مضاد أكسدة قوي، ويمثل ما يقارب 1-6% من وزن الكركم.
تُجرى معظم دراسات تأثيرات الكركمين على مستخلص الكركم ذاته، وتُستخدم جرعات تتجاوز عادةً 1 غرام في اليوم، ما يعني أنه من الصعب الوصول إلى تلك الجرعة عند استخدام الكركم في التوابل فقط، ما يدفع بعض الأشخاص لتناوله عبر المكملات الغذائية للحصول على جرعة كافية.
إضافةً إلى ذلك، فإن امتصاص الكركمين ضعيف في المجرى الدموي، ما يتطلب تحسين توافره الحيوي (معدل امتصاصه في الجسم).
يساعد على امتصاصه تناوله مع الفلفل الأسود الذي يحوي مادة البيبرين، وهي مكون طبيعي يعزز امتصاص الكركمين بنسبة 2000%، لذلك نجد أجود معظم مكملات الكركمين الغذائية حاوية على البيبرين بهدف زيادة فعاليتها.
يُعد الكركمين منحلًا في الدسم، أي أنه يذوب في الزيت أو الدهون، لذلك يُفضل تناوله مع وجبة دسمة أو غنية بالدهن.
يُعد الكركمين مركبًا فعالًا حيويًا يساعد على مقاومة الالتهاب رغم أن التأثير العلاجي يتطلب جرعات عالية جدًا، لكن مع ذلك يعني هذا أنه من المحتمل أن يساعد الكركمين على تخفيف الالتهاب الذي يؤدي دورًا رئيسيًا في علاج العديد من الأمراض.
يُعتقد أن الضرر التأكسدي هو أحد الآليات المسببة للشيخوخة والعديد من الأمراض، ويتضمن ذلك وجود الجذور الحرة وجزيئات شديدة الفعالية وإلكترونات حرة، إذ تتفاعل الجذور الحرة مع مكونات عضوية في الجسم، مثل الحموض الدسمة، أو البروتينات، أو الحمض النووي.
الكركمين هو أحد مضادات الأكسدة القوية التي تساعد على تحييد الجذور الحرة، وتشير بعض الدراسات التي أُجريت على الخلايا والحيوانات إلى أن الكركمين قد يحفز عمل مضادات الأكسدة الأخرى، لكن ما زال هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لإثبات هذه الفوائد على البشر.
تستمر خلايا الدماغ العصبية في تشكيل ارتباطات جديدة في مرحلة البلوغ، وقد تتضاعف ويزداد عددها في مناطق محددة من الدماغ. يؤدي عامل التغذية العصبي الدماغي -المعروف اختصارًا برمز BDNF- دورًا في الذاكرة والتعلم، ويوجد في مناطق الدماغ المسئولة عن الأكل والشرب ووزن الجسم، وترتبط بزيادته العديد من أمراض الدماغ كالاكتئاب وألزهايمر.
توصلت العديد من الدراسات المطبقة على البشر والحيوانات على حد سواء أن الكركمين قد ينقص مستويات BDNF في الدماغ، وقد يكون بذلك فعالًا في تأخير أو حتى عكس العديد من أمراض الدماغ والأمراض المتعلقة بتقدم السن التي تؤثر في عمل الدماغ.
قد يحسن الكركمين أيضًا من الذاكرة والانتباه، ما يبدو نتيجة منطقية لآثاره في مستويات BDNF، لكن ما زالت المزيد من الدراسات لازمة لتأكيد ذلك.
أمراض القلب هي السبب الأول للوفيات في العالم، وتشير دراسات إلى أن الكركمين قد يساعد على الوقاية منها على طول مراحل الإصابة بها، إذ يساعد على تحسين عمل بطانة الأوعية الدموية.
يُعد الخلل الوظيفي البطاني المسبب الرئيسي لأمراض القلب، ويحدث عندما تعجز البطانة عن تنظيم ضغط الدم وتخثر الدم والعديد من الوظائف المتنوعة الأخرى، وتقترح العديد من الدراسات أن الكركمين يؤدي إلى تحسين صحة القلب عبر تخفيف الالتهاب وعمله مثل مضادات الأكسدة.
يبدو أيضًا أن العديد من السرطانات تتأثر بالكركمين، إذ طُبقت عليه دراسات بوصفه عشبة مفيدة لعلاج السرطان وتؤثر في نموه وتطوره، وقد أظهرت تلك الدراسات أن بإمكانه:
- المساهمة في القضاء على الخلايا السرطانية.
- الحد من نمو الأوعية الدموية الجديدة داخل الأورام.
- الحد من انتشار الأورام الخبيثة.
هناك أيضًا دراسات تقترح احتمالية أن الكركمين يمنع ظهور السرطان من الأساس، خاصةً سرطانات الجهاز الهضمي، مثل سرطان القولون والمستقيم.
يُعد ألزهايمر أشيع أنواع الخرف، ويشكل نحو 70% من حالات الخرف، ومن المعروف أن الالتهاب والضرر التأكسدي يؤديان دورًا في تشكله، وقد ذُكر سابقًا أن الكركمين يؤثر في كليهما. يساعد الكركمين إضافةً لذلك على إزالة تراكم تشابكات بروتين الأميلويد التي يسببها ألزهايمر، لكن يحتاج تأكيد تأثير الكركمين على تطور أو شفاء ألزهايمر إلى مزيد من الأبحاث.
هناك عدة أنواع من أمراض المفاصل يتضمن أكثرها شيوعًا التهاب المفاصل. في دراسة طُبقت على مرضى مصابين بهشاشة العظام، وُجد أن الكركمين مفيد لتخفيف الآلام، وتأثيره مقارب لتأثير مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية.
في دراسة أخرى عن التهاب المفاصل الروماتويدي، وُجد أن الكركمين يفيد أيضًا في تخفيف آلام الالتهاب، لكن يلزم مزيد من الدراسات لتأكيد جواز استبدال علاجات آلام التهاب المفاصل بأدوية الكركم.
أبدى الكركمين نتائج واعدة في تحسين اضطرابات المزاج؛ لأن له آثار إيجابية على عمل الدماغ وتخفيف الالتهاب تشمل تعزيز عمل النواقل العصبية الدماغية، مثل السيروتونين والدوبامين، ما يعني أن الكركمين قد يكون فعالًا لعلاج الاكتئاب؛ لأن الاكتئاب مرتبط بانخفاض مستويات BDNF وتقلص منطقة الحصين في الدماغ المسئولة عن التعلم والمذاكرة، ومن ثم فمن المحتمل أن الكركمين يساعد على علاجه لأنه يعزز مستويات BDNF.
وجدت الدراسات أن الكركمين يقلل القلق عند الحيوانات، لكن ما زال هناك حاجة إلى أبحاث لتأكيدها عند البشر. وجدت دراسات أيضًا أن الكركم قد يكون مفيدًا في تذويب دهون البطن.
بعد كل ذلك، إذا كان الكركمين قد يساعد حقًا على الوقاية من أمراض القلب والسرطان وألزهايمر، فقد يكون له فوائد لإطالة العمر أيضًا. يشير ذلك إلى أن الكركمين قد يكون له فوائد بمثابة متمم غذائي مضاد للشيخوخة. بالنظر إلى أن الأكسدة والالتهاب يؤديان دورًا في تطور الشيخوخة، فقد يكون للكركمين تأثيرات تتجاوز الوقاية من الأمراض فقط.
هل من الجيد تناول الكركم كل يوم؟
بالنظر إلى خصائص الكركمين المفيدة والمتنوعة، نجد أن تناوله يوميًا ليس فكرة سيئة. إذا كانت الجرعة لا تتجاوز 12 غرامًا، فهي على الأرجح لن تسبب أي آثار جانبية كالإسهال أو الإمساك أو التقيؤ.
من لا يجب عليه تناول الكركم؟
لا يجب أن تتناوله الأمهات الحوامل أو المرضعات ولا المصابون بأمراض في الكلية أو المرارة أو الذين يعانون اضطرابات نزفية أو هضمية أو مرض السكري أو نقص الحديد. يجب استشارة الطبيب عند تناول أي أدوية جنبًا إلى جنب مع تناول الكركم.
إرسال التعليق