رئيس الجمهورية يحذر من التراخي ويشدد على تحسين خدمة المواطن والرقابة الصارمة
أكد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، خلال اجتماع مجلس الوزراء المنعقد أمس الأحد، أن خدمة المواطن يجب أن تكون الشغل الشاغل لكل موظف عمومي. وحذّر من أي تراخٍ في أداء هذا الواجب، مشدداً على ضرورة التزام جميع المسؤولين بمهامهم تجاه المواطنين، باعتبارها أساس الثقة المتبادلة بين الدولة والشعب. كما أوضح الرئيس أن تحسين جودة الخدمات العمومية هو أمر جوهري لضمان استقرار المجتمع، مشيراً إلى أن أي تقصير في هذا المجال يُعد إخلالاً واضحاً بالمسؤولية.
في سياق آخر، تطرق الرئيس تبون إلى مسألة ضبط الأسواق والأسعار، حيث دعا إلى اتخاذ كل التدابير الضرورية لتفادي وقوع أي ندرة في المواد الأساسية أو ارتفاع غير مبرر في الأسعار. واعتبر أن التحكم في الأسعار، خاصة بالنسبة للمواد الغذائية والدوائية، يُعد من الأولويات الملحة للحكومة، مشدداً على أهمية تكثيف الرقابة من قِبل الأجهزة المعنية لمنع الاحتكار والتلاعب بالأسواق. وأوضح أن تعزيز هذه الرقابة يتطلب التنسيق بين جميع الهيئات، بما فيها الأمنية، لضمان حماية مصالح المواطنين.
وفيما يتعلق بتنظيم عملية الاستيراد، أشار رئيس الجمهورية إلى أن الجزائر لن تمنع استيراد المواد الأولية المستخدمة في الصناعات الحيوية، لكن بشرط أن تخضع العملية لنظام الترخيص المسبق. وأكد أن هذه السياسة تهدف إلى تحقيق توازن بين تشجيع الإنتاج الوطني والحفاظ على احتياطيات البلاد المالية. كما شدد على أن الاستيراد يتم اعتماده فقط في حالات الضرورة، مما يضمن توفير المواد الأساسية دون التأثير على المشاريع الوطنية.
ومن جهة أخرى، أمر الرئيس تبون وزير الفلاحة والتنمية الريفية بإجراء مراجعة شاملة لسياسات تسويق المنتجات الزراعية، لضمان استفادة المواطنين من هذه المنتجات بأسعار تتناسب مع مواسم الإنتاج. ودعا إلى اعتماد آليات جديدة لتسقيف الأسعار، مما يسهم في الحفاظ على استقرار الأسواق ويحد من المضاربة. وأكد أن هذه الإجراءات ستعزز الشفافية وتضمن توزيعاً عادلاً للموارد، مما يعزز الثقة بين المنتجين والمستهلكين.
وفي الشأن الثقافي، صادق مجلس الوزراء على إطلاق مناقصة دولية لإنجاز عمل سينمائي كبير عن شخصية الأمير عبد القادر، بهدف تسليط الضوء على الدور التاريخي والإنساني الذي لعبه في بناء الجزائر الحديثة وحماية الأقليات. وأكد الرئيس على أهمية إشراك الكفاءات الجزائرية والعالمية في هذا المشروع، مع مراعاة الالتزام بالشروط الفنية المتفق عليها في دفتر الشروط، بما يمنح العمل بعداً عالمياً يعكس عمق مسيرة الأمير وإشعاعه الدولي.
كما أقر مجلس الوزراء سلسلة من التدابير لدعم الطلبة والأساتذة الباحثين في القطب العلمي والتكنولوجي بسيدي عبد الله. واعتبر الرئيس تبون أن هذا القطب يمثل مكسباً استراتيجياً يعزز الأمن القومي للجزائر. وفي هذا الإطار، دعا إلى توفير مرافقة دائمة للطلبة، مؤكداً على أهمية التنسيق بين وزارة التعليم العالي ووزارة الدفاع الوطني لضمان استمرار هذه الرؤية الاستراتيجية التي تستهدف تطوير الموارد البشرية وتشجيع الكفاءات العلمية.
في ختام الاجتماع، قرر مجلس الوزراء تأجيل مناقشة بعض الملفات المدرجة على جدول الأعمال لإتاحة المزيد من الوقت لدراستها بشكل أعمق. يأتي هذا القرار في إطار حرص القيادة على تحقيق أعلى درجات الدقة في اتخاذ القرارات التي تمس مختلف جوانب الحياة الوطنية. وتجسد هذه القرارات التزام الدولة بمواصلة الإصلاحات وتحقيق التنمية المستدامة في مختلف القطاعات.
وهيب قورصو
إرسال التعليق