تيارت تودّع المجاهد حدو بوعبد الله إلى مثواه الأخير
شهدت مقبرة عين قاسمة في ولاية تيارت، اليوم الأحد، مراسم تشييع جثمان المجاهد الحاج حدو بوعبد الله، المعروف باسم “سي بوزيد”، وسط أجواء مهيبة وحضور واسع من السلطات المحلية وأفراد الأسرة الثورية. وقد غادر الفقيد الحياة مساء أمس السبت، عن عمر ناهز 94 عامًا، بعد صراع مع المرض.
وحضر مراسم الجنازة والي الولاية علي بوڨرة، مرفوقًا بنائب رئيس المجلس الشعبي الولائي ، إلى جانب ممثلين عن السلطات المحلية والهيئات العسكرية. كما حرص أفراد الأسرة الثورية ومواطنون من مختلف مناطق الولاية على تقديم واجب العزاء ومشاركة أهل الفقيد في هذا المصاب الجلل.
الراحل حدو بوعبد الله كان أحد أبطال الثورة التحريرية، حيث التحق بصفوف المقاومة في عام 1956 ضمن الولاية الخامسة التاريخية. وبرز خلال مسيرته كفدائي، قبل أن ينضم إلى جيش التحرير الوطني في نوفمبر 1957. وقد عُرف عن الفقيد شجاعته وتفانيه في أداء مهامه الثورية، ما جعله يحظى باحترام كبير بين رفاقه في الكفاح.
ورغم القبض عليه من قبل قوات الاحتلال الفرنسي يوم 4 ديسمبر 1959، برفقة مجاهدين آخرين من بينهم الشهيد حمداني عدة، وحكمه بالإعدام، إلا أن القدر شاء أن يتم الإفراج عنه لاحقًا دون تنفيذ الحكم. وبعد استقلال الجزائر في 1962، واصل الفقيد عطائه الوطني من خلال تقلده عدة مناصب عسكرية وإدارية، ليختتم مسيرته المهنية في عام 1989 حيث خرج إلى التقاعد.
وقد بعث وزير المجاهدين وذوي الحقوق، العيد ربيقة، برقية تعزية إلى عائلة الفقيد، أشاد فيها بمسيرته الحافلة بالتضحيات وبمناقبه التي ستظل مصدر إلهام للأجيال القادمة. ودعا الوزير الله عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان في هذا المصاب.
وتفاعل الحاضرون خلال الجنازة مع هذا الفقد الكبير، معبرين عن امتنانهم لما قدّمه الفقيد من تضحيات في سبيل تحرير الوطن، مؤكدين أن أمثاله من المجاهدين سيظلون خالدين في ذاكرة الأمة، وسيبقون قدوة يحتذى بها في حب الوطن والتفاني في خدمته.
واختتمت مراسم الجنازة بدعوات الحاضرين للفقيد بأن يكرمه الله بمغفرته وأن ينزل على قبره السكينة، داعين أهله إلى التحلي بالصبر في مواجهة هذا الفقد الجلل. ومع انصراف المشيعين، ظلّ الشعور بالفخر بمسيرة المجاهد سي بوزيد حاضراً، في رسالة قوية تُذكّر الأجيال الحاضرة والقادمة بقيمة النضال والتضحيات التي قدّمها رجال ونساء الثورة التحريرية.
وهيب قورصو
إرسال التعليق